إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

المتجدد في جواب التحدي السند الصحيح للخطبه الشقشقيه لسيدنا أمير المؤمنين عليه السلام

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • على مبنى السيد الخوئي الخطبه الشقشقيه صحيحه :
    السيد الخوئي يصحح الخطبة الشقشقية ويحتج بها فاذا كان لايوجد أي سند صحيح عنده فيها فلماذا لايبطلها :
    أنقل عن كتابه البيان في تفسير القرآن بالنص والهامش ص 217 ولاحظ إنه يقول أن الخطبه الشقشقيه معروفه :
    وأما احتمال تحريف الشيخين للقرآن – عمدا - في الآيات التي لا تمس بزعامتهما، وزعامة أصحابهما فهو بعيد في نفسه، إذ لا غرض لهما في ذلك، على أن ذلك مقطوع بعدمه، وكيف يمكن وقوع التحريف منهما مع أن الخلافة كانت مبتنية على السياسة، وإظهار الاهتمام بأمر الدين؟ وهلا احتج بذلك أحد الممتنعين عن بيعتهما، والمعترضين على أبي بكر في أمر الخلافة كسعد بن عبادة وأصحابه؟ وهلا ذكر ذلك أميرالمؤمنين (عليه السلام) في خطبته الشقشقية المعروفة، أو في غيرها من كلماته التي اعترض بها على من تقدمه؟ ولا يمكن دعوى اعتراض المسلمين عليهما بذلك، واختفاء ذلك عنا، فإن هذه الدعوى واضحة البطلان.
    وأما احتمال وقوع التحريف من الشيخين عمدا، في آيات تمس بزعامتهما فهو أيضا مقطوع بعدمه، فإن أميرالمؤمنين (عليه السلام) وزوجته الصديقة الطاهرة (عليها السلام) وجماعة من أصحابه قد عارضوا الشيخين في أمر الخلافة، واحتجوا عليهما بما سمعوا من النبي (صلى الله عليه وآله) واستشهدوا على ذلك من شهد من المهاجرين والأنصار، واحتجوا عليه بحديث الغدير وغيره، وقد ذكر في كتاب الاحتجاج: احتجاج اثنى عشر رجلا على أبي بكر في الخلافة، وذكروا له النص فيها(1)، وقد عقد العلامة المجلسي بابا لاحتجاج أميرالمؤمنين في أمر الخلافة(2)،
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    (1) بحار الانوار: 28 / 189، الباب الرابع، رقم الحديث: 2.
    (2) نفس المصدر: الباب الرابع.
    ·

    تعليق



    • في جواب لمركز الأبحاث العقائديه عن هذا السؤال :

      لا أدري هل يوجد راوي عن ابن عبّاس اسمة عكرمة غير هذا ؟ لاني وجدت من اسمه عكرمة يروي عنه وهو ممدوح.

      الجواب أنقل منه موضع الشاهد :
      الأخ أبا محمد المحترم
      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
      نعم، يوجد من اسمه عكرمة روى عن عبد الله بن عباس غير هذا البربري الخارجي.
      وخير من كتب في هذا العلامة السيد محمد مهدي الخرسان صاحب (موسوعة عبد الله بن عبّاس/ الجزء السادس) حيث ذكر في فصل تلاميذه والرواة عنه قائلا:
      الى أن قال :
      112. عكرمة، مولى ابن عباس، آخر.
      ذكره ابن حبّان في (الثقات)، وقال: يروي عن ابن عباس، روى عنه العوام بن حوشب، وليس هذا بعكرمة الأوّل، هكذا يروي الحكايات وما أعلم له راوياً إلاّ العوام بن حوشب(4).
      وذكره البخاري في تاريخه الكبير(5)، وكذلك ذكره ابن أبي حاتم في (الجرح والتعديل)(6).
      أقول: ولا يبعد أنّ بعض أحاديث ابن عباس عن عكرمة هذا نسبت إلى عكرمة البربري السابق فاختلطت رواياتهما من دون تمييز، لشهرة الأوّل فنسبت إليه، وأظن قوياً أنّ ما روي عن ابن عباس في فضائل أهل البيت عليهم السلام عن طريق عكرمة فهو ممّا رواه هذا وليس ذلك الخارجي الأباضي، وكذلك رواية خطبة الشقشقية وأمثالها.
      ولم أقف على من نبّه على هذا الأمر من قبل. اهـ
      ـــــــــــــــــــــــ
      (4) الثقات لابن حبّان ٢/٣٩٧.
      (5) الجرح التاريخ الكبير ٤/٤٩.
      (6) الجرح والتعديل ٣/ق٢/٩.

      تعليق


      • قال السيد محمد مهدي الخرسان في موسوعة عبدالله بن عباس ج4 :
        والّذي يدفع الإستغراب ويُقنع السائل بالجواب، هو أنّ الخطبة تناول فيها الإمام حكومة الخالفين قبله، وندّد بهم حتى وصف كلاً منهم بأوصاف لم تدع مجالاً للشك في أنهم تآمروا على استبعاده عن حقه المشروع، ولمّا شاعت ووصلت أنباؤها حتى الشام، اتخذها معاوية وحزبه ذريعة للتنديد بالإمام ـ كما سيأتي ذلك في حديثنا عن الصنو ـ ولما ولي معاوية بعد ذلك متغلباً على الأمة ومنع الناس من التحدّث بفضائل الإمام، وأمر بإشاعة احاديث موضوعة في فضائل الصحابة، كان من الطبيعي أن ينال التعتيم الإعلامي تلك الخطبة، فلا يجسر أحد على روايتها، اللّهمّ إلاّ الإمام الحسين الّذي رواها عنه ابنه الإمام السجاد، وعنه ولده الإمام الباقر (عليهم السلام)، وإلاّ ابن عباس الّذي كان معلناً بمر الحقّ في مجابهة معاوية وسلطانه ـ كما ستأتي الشواهد على ذلك في الحديث عن أيام معاوية ـ وفي صفحة احتجاجاته.
        لذلك قلّت الرواية عنه إلاّ من طريق ثلاثة فحسب، هم الإمام الباقر (عليه السلام)، وعطاء وعكرمة ولما كان الثالث هو مولى ابن عباس، فلعل روايته عنه ورواية عطاء كانتا حين سماعهما منه وهو يحدّث بها الإمام الباقر (عليه السلام)، لذلك قلّ رواتها عنه، وكانت سلسلة الرواة عن عكرمة تنتهي إلى أصحاب الإمام الباقر (عليه السلام)، فقد رواها عنه أبان بن تغلب وعليّ بن خزيمة ـ كما في أسانيد الصدوق ـ فذلك يقرّب صحة ما احتملناه في سماع عكرمة لها، لذلك لم يتطرّق الريب إليه في روايته للخطبة على أنّه خارجي. اهـ

        تعليق



        • بسم الله الرحمن الرحيم
          اللهم صل على محمد وال محمد
          تصحيح سند الخطبه الشقشقية على مبنى السيد الخوئي

          السند الذي ذكره الشيخ الصدوق في كتابه (علل الشرائع) ج1ص150 : (حدثنا محمد بن علي ماجيلوية , عن عمه محمد بن أبي القاسم عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن أبان بن عثمان عن أبان بن تغلب عن عكرمة عن ابن عباس قال : ذکرت الخلافة عند أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب " ع " فقال : أما والله لقد تقمصها ابن أبي قحافة أخو تيم وانه ليعلم ان محلي منها محل القطب من الرحى ينحدر عني السيل ولا يرقى الي الطير فسدلت دونها ثوبا وطويت عنها كشحها ، وطفقت ارتأى بين ان أصول بيد جذاء..... إلى أخر الخطبة .

          عند التعويض السندي بوضع طريق الشيخ الطوسي لجميع كتب وروايات أحمد البرقي :
          كما قال الشيخ الدكتور الماحوزي لأن الشيخ الطوسي يروي كل روايات البرقي عن شيخه ابن الوليد وكل مرويات ابن الوليد يرويها الصدوق ولاينظر الى مابعد السند بعد التعويض لوقوع أصحاب الاجماع فلامفر للمخالف من التصديق بصحة الإسناد

          قال الشيخ الطوسي في الفهرست ص63:
          "أخبرنا بهذه الكتب كلها وبجميع رواياته : عدة من أصحابنا ، منهم : الشيخ أبوعبدالله محمد بن النعمان المفيد ، وأبوعبدالله الحسين بن عبيد الله ، وأحمد بن عبدون وغيرهم ، عن أحمد بن محمد بن سليمان الزراري قال : حدثنا مؤدبي : علي بن الحسين السعد آبادي ، وأبوالحسن القمي ، قال : حدثنا أحمد بن أبي عبدالله .
          وأخبرنا هؤلاء الثلاثة ، عن الحسن بن حمزة العلوي الطبري ، قال : حدثنا أحمد بن عبدالله ابن بنت البرقي ، قال : حدثنا جدي أحمد بن محمد .
          وأخبرنا هؤلاء إلا الشيخ أبا عبدالله ، وغيرهم ، عن أبي المفضل الشيباني ، عن محمد بن جعفر بن بطة ، عن أحمد بن أبي عبدالله بجميع كتبه ورواياته .
          وأخبرنا بها ابن أبي جيد ، عن محمد بن الحسن بن الوليد ، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن أبي عبدالله ، بجميع كتبه ورواياته " اهـ. قال السيد الخوئي قدس سره في المعجم ج3 ص54 (والطريق كطريق الشيخ إليه صحيح ، وكذلك في المشيخة ، فإن ابن أبي جيد من مشايخ النجاشي ، وكونه في الطريق لا يضر بصحته
          . . اهـ
          أقول : فيكون السند السابق بالتعويض وهو صحيح عند السيد الخوئي :
          ابن أبي جيد ، عن محمد بن الحسن بن الوليد ، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن أبي عبدالله عن أبيه عن ابن أبي عمير عن أبان بن عثمان عن أبان بن تغلب عن عكرمة عن ابن عباس

          و في السند ابن ابي عمير وأبان بن عثمان وهما من أصحاب الإجماع كما قال الكشي ولايرويا الا عن ثقه ولاينظر الى مابعدهما في حال رجال الاسناد وابن ابي عمير من أصحاب الاجماع لايروي ولايرسل الا عن ثقه كما هو رأي الشيخ الطوسي والذي نقله عن علماء الطائفه وقد عرف ذلك عنهم
          فاذا حذفنا عكرمه لايضر فلامعنى للتركيز عليه في الإسناد كما يفعل أهل الحيله
          فالسند الى نهايته صحيح عند الشيخ الطوسي وهو من المتقدمين وتوثيقاته معتمده عند السيد الخوئي وهذا رد قاصم على من يفر ويقول الخوئي لايأخذ بنظرية اصحاب الاجماع ليفر من تصحيح السند للشقشقيه على مبناه
          فمن الخطأ نقل حال راوي لإسقاطه ونحن نتكلم بخصوص حاله هنا في الخطبه الشقشقية


          والآن أنقل كلام للأخ العباسي وهو من المخالفين عن توضيحه لمبنى السيد الخوئي في قبوله لتوثيق الطوسي وهو من المتقدمين ورده على إشكال السيد الخوئي بمبناه نفسه الذي إعتمده ، وقد أيده الأخ المخالف الحوزوي :
          الحمد لله معزّ المؤمنين ومُذل الكافرين، ثم الصلاة والسلام على قائد الغرّ المحجّلين محمد الهادي الأمين وعلى آله وأصحابه أجمعين.
          دائما نقول للرافضة لاعلم جرح وتعديل عندكم فيكون الرد في الجملة المعهودة من أفراخ المراجع "وماأدرى الوهابية في علوم أهل البيت"
          علم الجرح والتعديل عندهم ميزانه الهوى وسنطرح شيخ الصدوق ابن المتوكل كمثال.
          (شيخ الصدوق محمد بن موسى بن المتوكل)
          1-الخوئي لم يكن يرى وثاقة محمد بن موسى بن المتوكل فقد علق الخوئي على رواية وقع في اسنادها مانصه:
          "أما رواية السراد , فهي رواية الفقيه عن محمد بن موسى بن المتوكل, وهو لم يثبت توثيقه من القدماء, نعم وثقه العلامة في رجاله إلا انه اجتهاد من وهذا ظاهر"
          (مصباح الفقاهة 2\549)
          هنا الخوئي لايرى وثاقة بن المتوكل وأن توثيق العلامة ماهو إلا مجرد اجتهاد منه.
          2- في كتاب الصوم للخوئي تغير حكمه على الرجل وعده من الثقات وهذا نص قوله:
          "وكان الأحرى عليه (قده) أن يناقش في الطريق من أجل محمد بن موسى بن المتوكل الذي لم يرد فيه أي توثيق يعتمد عليه في كتب الرجا, غير أننا بنينا على وثاقته, نظرا إلى أن ابن طاووس يروي حديثا يشتمل سنده عليه , ثم يقول (قده) : وجميع رواته ثقات اتفاقا, ونحن ان لم نكن نعول على توثيق المتأخرين إلا أن هذا التعبير من مثل ابن طاووس –الذي كل عبارات المدح دون شأنه – يورث الاطمئنان أن في جملة المتفقين بعض القدماء الذين يعتمد على توثيقهم ولا أقل من شخص أو شخصين. وهذا المقدار كاف في التوثيق"
          (كتاب الصوم 2\شرح ص 309-310)
          علل الخوئي وثاقة بن المتوكل في:
          "ونحن ان لم نكن نعول على توثيق المتأخرين إلا أن هذا التعبير من مثل ابن طاووس –الذي كل عبارات المدح دون شأنه – يورث الاطمئنان أن في جملة المتفقين بعض القدماء الذين يعتمد على توثيقهم ولا أقل من شخص أو شخصين"
          فحجة الخوئي ليس توثيق ابن طاووس المتأخر بل نقله للأجماع وانه لابد ان أحد من التقدمين المعتبرين قد وثقه.

          أقول:
          وأي اجماع هذا لا يضم الطوسي والنجاشي شيخا المتقدمين في الجرح والتعديل وكذلك الكشي أما أنهما لا يعلمان هذا الاجماع من معاصريهم وقد علمه الخوئي وابن طاووس, عجب أمرك ياخوئي عجب..!!
          الخوئي اعتمد في توثيق ابن المتوكل على اجماع ينقله ابن طاووس المتأخر,وناقض الخوئي هذا المبنى حين رد اجماع ينقله الطوسي المتقدم في تسوية الطائفة بين مراسيل ابن ابي عمير وصفوان بن يحيى وأحمد بن محمد بن ابي نصر فقال مانصه:
          ولكن هذه الدعوى باطلة ، فإنها إجتهاد من الشيخ قد استنبطه من
          إعتقاده تسوية الاصحاب بين مراسيل هؤلاء ومسانيد غيرهم . وهذا لايتم .
          أولا : بأن التسوية المزبورة لم تثبت ، وإن ذكرها النجاشي أيضا في ترجمة
          محمد بن أبي عمير ، وذكر أن سببها ضياع كتبه وهلاكها ، إذ لو كانت هذه
          التسوية صحيحة ، أمرا معروفا متسالما عليه بين الاصحاب ، لذكرت في كلام
          أحد من القدماء لامحالة ، وليس منها في كلماتهم عين ولا أثر "

          (معجم رجال الحديث 1\61)

          هنا الخوئي يرد إجماع ينقله الطوسي المتقدم وعلل السبب أنه لو هناك إجماع لذكر في كلام أحد القدماء المعتمدين..!!!
          وقبل إتفاق ينقله ابن طاووس المتأخر وعلل السبب انه لابد ان في جملة المتفقين بعض القدماء المعتمدين..!!
          لماذا لم يقل الخوئي في الاتفاق الذي ينقله الطوسي ماقاله في الاجماع الذي نقله ابن طاووس؟؟
          فكيف يرد اجماع ينقله الطوسي المتقدم أصلا بحجة انه لو وجد اجماع لذكر في كلام القدماء لا محال ويدعي ان هذا اجتهاد منه فكم من رجل وثقهم الطوسي لم يوثقه أحد قبله وقبله الخوئي وعد توثيقه من المسلمات.
          ويقبل اجماع ينقله ابن طاووس المتأخر بحجة انه لابد ان أحد من القدماء المعتبرين قد ذكره, ولماذا لا يكون هذا اجتهاد من بن طاووس..!!
          فهل الطوسي ليس من القدماء المعتبرين عند الخوئي وهونفسه يعده من القدماء المعتبرين, فماهذا التناقض ياخوئي..؟
          صنيع الخوئي هذا لم يوقع صاحبكم العباسي في حيرة فحسب بل أوقع مالك العاملي أيضا, فقال:
          أولا:على ذكر السيد الخوئي بقوله ((لو كانت التسوية متسالما عليها بين الاصحاب , لذكرت في كلام القدماء)).إذ لم أدر ما المراد من القدماء, فإن أراد من سبق الشيخ والنجاشي, فإن كلماتهم لم تصل إلينا , وإنما وصلنا مقتصر على مانقله العلمان, ومن قارب عصرهما.
          وإن أراد من عاصرهما وتأخر عنهما , فليس من الضروري ذكر ذلك في كلماتهم , على أن الشيخ والنجاشي من القدماء وقد نقلا لنا هذا الكلام, فهل يشترط في صحة نقلهما نقل الاخرين لذلك أيضا ؟ كما نقله بعض القدماء المتأخرين عن الشيخ والنجاشي مستفدين منه الاستفادة التي أنكرها السيد الخوئي...."
          (بحوث في علم الدراية والرواية-شرح وجيزة الشيخ البهائي- ص94)

          أقول لأفراخ المراجع:
          وكذلك أنا العباسي لا أدر مالمراد من القدماء اذ لم يكن الطوسي منهم؟؟!! اهــ
          رد الحوزوي عليه :
          الحمد لله وبعد :

          سدد الله رميك يا ابن الخال موضوع موفق
          و كشف للميزان الذي يسير عليه الخوئي وهو الهوى وليس إلا الهوى
          ليس الموضوع كما هو ظاهر وقوع الخوئي في تناقض هنا أو هناك
          ولكن نرى الخلل المنهجي في تأصيل القواعد و كيفية التعامل معها
          بارك الله فيك أخي الحبيب العباسي
          و لي عودة بما أحسب أنه يقوي وجهة نظرك
          و أكرر قائلا ننتظر المزيد من فوائدك رعاك الله
          اهـــ
          أقول : وهذه إضافه للسيد المحقق عبدالكريم فضل الله :

          العنوان: مناقشة قاعدة التوثيقات العامة: أن صفوان، وابن أبي عمير، والبزنطي، وأضرابهم لا يروون إلا عن ثقة.
          - التعليق على كلام السيد الخوئي (ره).
          -الكلام في منشأ هذه القاعدة.
          بعد استعراض ما مرّ نكمل نقاش كلام السيد الخوئي(ره):
          النقطة الثانية في منشأ هذه القاعدة:
          التعليق الخامس: عند الكلام في منشأ هذه القاعدة يقول السيد (ره): فمن المطمأن به أن منشأ هذا الدعوى هو دعوى الكشي الاجماع على تصحيح ما يصح عن هؤلاء. وقد زعم الشيخ أن منشأ الاجماع هو أن هؤلاء لا يروون إلا عن ثقة، وقد مرّ قريبا بطلان ذلك. ويؤكد ما ذكرناه أن الشيخ لم يخصّ ما ذكره بالثلاثة المذكورين بل عممه لغيرهم من الثقات الذين عرفوا بأنهم لا يروون إلا عمن يوثق به. [1]
          أقول: هذا حدس من السيد الخوئي (ره) نفسه، وهو حجة عليه. فهناك اطمئنان منه باستناد الشيخ في دعواه إلى الكشي، وتأييدا لكون مدرك القاعدة هو نفس الكشي انه ذكر الثلاثة وغيرهم من الثقات.
          بعبارة أخرى: نقول: ان الأمور الحدسية وعن اجتهاد، المجتهد ملزم بها، أما الأمور النقلية الحسية نحن ملزمون بها.
          وكون الدعوى حدسية أمر ممكن لكن كما يقول ابن سينا: " كل ما قرع سمعك فدعه في دائرة الامكان حتى يأتيك منه واضح البرهان "، لكن ما ذكره السيد (ره) ليس دليلا، خصوصا ان لسان الشيخ الطوسي (ره) لسان نقل وليس لسان حدس: " ممن عُلم انهم لا يروون إلا عن ثقة " " كانوا يُعرفون "، قد نسبها لعلماء الطائفة.
          وأما نحن فلم نطمئن بكون المنشأ هو كلام الكشي، خصوصا أنه نفسه أي السيد الخوئي (ره) ذكر قبل ذلك مباشرة في نفس الصفحة: " أن النجاشي ذكرها في ترجمة محمد بن أبي عمير، وذكر أن سببها ضياع كتبه وهلاكها "، ولم يذكر أن الدعوى هو الكشي.
          ثم إنه قد يدعى التنافي بين كلام الشيخ والنجاشي في تعليل كون ابن أبي عمير لا يرسل إلا عن ثقة، ففي حين أعادها الشيخ الطوسي (ره) إلى دعوى الكشي، عللها النجاشي بهلاك كثبه وضياعها ويمكن الجمع بينهما بان هؤلاء لا يرسلون إلا عن ثقة، ولكل مبرّره.
          ثانيا: أما التأييد الذي ذكره السيد الخوئي (ره) فليس في محلّه، إذ أن الشيخ (ره) نصّ على هؤلاء الثلاثة من باب تطبيق دعوى عامة وهي: " من عُلم أنه لا يروي ولا يرسل إلا عن ثقة موثوق به ". فهو علل التسوية بذلك، وهو ينطبق على أصحاب الاجماع الذين اجمعت الطائفة على تصحيح ما صح عنهم وعلى غيرهم ممن قد يثبت فيه ذلك. وإلا فما المانع من أن يقول الشيح الطوسي (ره): اصحاب الاجماع سوّت الطائفة بين مراسيلهم ومسانيدهم من دون بيان التعليل؟! لماذا الشيخ (ره) جعل قاعدة عامة " كل من لا يروي إلا عن ثقة ولا يرسل إلا عن ثقة، عند التعارض يعامل المرسل كالمسند، فيتعارضان عند التعارض.
          ولذلك ذكرنا كلام المحقق الكركي في رسائله قال: ولا يعمل اصحابنا من المراسيل إلا بما عرف أنه مرسله لا يرسل إلا عن ثقة كابن عمير، وزرارة، وابن بزيع، واحمد البزنطي، ونظائرهم ممن نصّ عليه علماء الاصحاب.[2]
          ملاحظة: إن السيد الخوئي (ره) يقول: " إذ لو كانت هذه التسوية صحيحة، وأمرا متسالما عليه بين الاصحاب لذكرت في كلام احد من القدماء لا محالة، وليس منها في كلامهم عين ولا أثر " . [3]
          والملاحظة هي أن السيد الخوئي (ره) نفسه اعتبر النجاشي والشيخ من القدماء حيث يقول في كتابه معجم رجال الحديث في باب مما ثبت الوثاقة: 2 - نص أحد الاعلام المتقدمين: ومما تثبت به الوثاقة أو الحسن أن ينص على ذلك أحد الاعلام، كالبرقي، وابن قولويه، والكشي، والصدوق، والمفيد، والنجاشي، والشيخ وأضرابهم. وهذا أيضا لا إشكال فيه، وذلك من جهة الشهادة وحجية خبر الثقة. [4]
          فهو قد اعتبر الشيخ والنجاشي من القدماء، ويعتبر أن توثيقاتهم أخذوها عن حس، كابرا عن كابر، وناقلا عن ناقل، ولا بأس بنقل عبارة العدّة التي استشهد بها السيد الخوئي (ره) ص42: " قال الشيخ في كتاب العدّة في آخر فصل في ذكر خبر الواحد: " أنا وجدنا الطائفة ميزت الرّجال الناقلة لهذه الأخبار، ووثقت الثقات منهم، وضعفت الضعفاء، وفرقوا بين من يعتمد على حديثه وروايته، ومن لا يعتمد على خبره، ومدحوا الممدوح منهم وذموا المذموم، وقالوا فلان متهم في حديثه، وفلان كذاب، وفلان مخلط، وفلان مخالف في المذهب والاعتقاد، وفلان واقفي، وفلان فطحي، وغير ذلك من الطعون التي ذكروها، وصنفوا في ذلك الكتب، واستثنوا الرّجال من جملة ما رووه من التصانيف في فهارسهم، حتى إن واحدا منهم إذا أنكر حديثا نظر في إسناده وضعفه برواته.
          هذه عادتهم على قديم الوقت وحديثه لا تنخرم، ..... [5] يكمل السيد الخوئي (ره): والنجاشي قد يسند ما يذكره إلى أصحاب الرجال ويقول: ( ذكره أصحاب الرجال ). وهذه العبارات - كما ترى - صريحة الدلالة على أن التوثيقات أو التضعيفات، والمدح أو القدح كانت من الأمور الشائعة المتعارفة بين العلماء وكانوا ينصون عليها في كتبهم. وبهذا يظهر أن مناقشة الشيخ فخر الدين الطريحي في مشتركاته - بأن توثيقات النجاشي أو الشيخ يحتمل أنها مبنية على الحدس، فلا يعتمد عليها - في غير محلها. [6]
          واما ما ذكره من عدم وجود عين ولا أثر لهذه التسوية في كتب القدماء، فإن في ذكر النجاشي [7] والشيخ لها كفاية، ومع العلم أن كتب القدماء لم تصلنا بمعظمها، وقد بلغ عدد الكتب الرجالية من زمان الحسن بن محبوب إلى زمان الشيخ نيفا ومائة كتاب على ما يظهر من الشيخ والنجاشي وغيرهما. وعدم الوجود لا يدل على عدم الوجدان، فقد تكون هذه القاعدة مذكورة في الكتب التي لم تصلنا، أو في الكتب التي وصل جزء منها، وقيل لي أن كتاب الكشي بأكمله كان عند ابن حجر القسقلاني. [8]
          يقول السيد الخوئي (ره) جمع ذلك النجاشي الشهير المعاصر الشيخ آقا بزرك الطهراني في كتابه: مصفى المقال.
          فلعلّ هذه الدعوى ذكرت فيما لم يصلنا، ويكفينا ما ذكره هذا العالم الذي نقلا عن حسّ وليس عن حدس توثيقاته، ولا ادري لماذا فصّل بين التوثيقات الخاصة أو الضمنية أو العامة. واقصد من الخاصة أسماء رواة بأعيانهم مثل يونس بن عبد الرحمن. ومن الضمنية كبني فضال، ومن العامة كأصحاب الصادق (ع) كما قيل إنهم جميعا ثقات
          .
          اهـ
          ________________________________________
          [1] معجم رجال الحديث، السيد الخوئي، ج1، ص 61.
          [2] رسائل الكركي، المحقق الكركي، ج3، ص44.
          [3] معجم رجال الحديث، السيد الخوئي، ج1، ص 61.
          [4] معجم رجال الحديث، السيد الخوئي، ج1، ص 41.
          [5] العدّة في اصول الفقه، الشيخ الطوسي، ج1، ص 141.
          [6] معجم رجال الحديث، السيد الخوئي، ج1، ص 42.
          [7] هذه التسوية ذكرها السيد الخوئي (ره) لكنها ليست موجودة عن النجاشي بل الموجود خصوص ابن أبي عمير. .
          [8] استطراد: الذي استظهره من كلام العلماء والمصنفين، أن اصطلاح القدماء يشمل العلماء إلى الشيخ الطوسي (ره)، ومن بعده فهو من المتأخرين. ومن العلامة إلى يومنا يقال من متأخري المتأخرين. كما ان كلمة اصحاب هم القريبين من عصر الائمة (ع) وليس القريبين من الشيخ الطوسي (ره) الذي توفي سنة 460ه والغيبة الصغرى بدأت سنة 260ه والغيبة الكبرى بدأت سنة 428ه.
          دمتم برعاية الله
          كتبته : وهج الإيمان
          .
          التعديل الأخير تم بواسطة وهج الإيمان; الساعة 13-08-2017, 03:29 AM.

          تعليق


          • جاء في كتاب مدارس التفسير الإسلامي ط1 – بيروت 2010ج1ص367 للمؤلف علي أكبر بابائي أنقل بالنص والهامش :
            وقد روي عنه أنه فسر قوله تعالى : "إنّما يُريدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أهْلَ البَيْتِ ويُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً " (2) بأن المراد من أهل البيت في الآية نساء النبي (ص) ولم يكتف بذلك بل أعلن عن إستعداده للمباهله على زعمه (3)
            وعلى الرغم من أن هذه الرواية ليس لها سند معتبر ، ولم يثبت صدور هذا الرأي عنه ، إلا أنه لوافترضنا صدوره عنه ، وبالنظر الى أن الشيعة يتفقون أن المراد من أهل البيت في الآية هم المعصومون الأربعة عشر ، فإن هذا الرأي لعكرمة يدل دلالة واضحة على عدم تشيعه .
            وعلى أية حال ، ونظرآ لماذكر آنفآ يمكن القول إن تشيعه غير ثابت وأن الأخبار – وإن كانت غير صحيحة – تدل على انحرافه ، ومن المحتمل أن يكون من الخوارج على الرغم من غياب الدليل المعتبر على ذلك اهـ.

            ـــــــــــــــــ
            (2) سورة الأحزاب الآية 33
            (3) ابن كثير ، تفسير القرآن العظيم ، ج3ص491 ، الدر المنثور ج5 ص198

            تعليق


            • تصحيح الخطبة الشقشقيه على مبنى العلامه الألباني في إحتجاجه بما ورد في النهاية لابن الأثير على أن أبابكر الخالفه بعد رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وليس خليفته كما قال عن نفسه
              هنا جواب العلامه الألباني على هذا السؤال : ما معنى الخلافة والاستخلاف لغة وشرعاً؟

              الجواب: السائل يسأل: ما معنى الخلافة والاستخلاف لغةً وشرعا ً؟ ، قال رحمه الله :ليس هناك فرق بين اللغة والشرع في هذه المسألة فكلاهما متحد فيها، لكن الشرع يؤكد التزام اللغة في ذلك.الخلافة هي مصدر، كما جاء في القاموس يقال: خلفه خلافةً، أي: كان خليفته -ولاحظوا تمام التعبير- وبقي بعده. ومما جاء في القاموس: الخليفة السلطان الأعظم كالخليف، أي: يقال بالتذكير والتأنيث، الخليف والخليفة، والجمع خلائف وخلفاء. هذا ما في القاموس، لكن الشيء البديع ما في النهاية في غريب الحديث والأثر لـابن الأثير، فقد ذكر أثراً فانتبهوا له! يقول: جاء أعرابيٌ فقال لـأبي بكر : أنت خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: لا. قال: فما أنت إذا كنت تقول لست خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال:أنا الخالفة بعده] أي: الذي يأتي بعده، أما أن يكون خليفة فلا، لماذا؟ لأن معنى الخليفة فيه معنى دقيق على ما كنا نعبر عنه إجمالاً ونستنكر في التعبير، بأن الإنسان خليفة الله في الأرض، من أجل ذلك المعنى الذي يوضحه لنا الآن الإمام ابن الأثير، يقول: فقال: [أنا الخالفة بعده[ أبو بكر لم يرض لنفسه أن يقول: إنه خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما قال: [أنا الخالفة بعده] أي: جاء من بعده فقط، يفسر ابن الأثير فيقول: الخليفة من يقوم مقام الذاهب ويسدُّ مسدَّه، والهاء فيه للمبالغة، وجمعه الخلفاء .. إلى آخره. فالرسول صلى الله عليه وسلم وهو بشر لم يرض أبو بكر الصديق أن يقول: إنه خليفته؛ لأن معنى الخلافة بهذه اللفظة: أنه ينوب مناب الذي خلف ومضى وهو الرسول عليه الصلاة والسلام، ولا يمكن لـأبي بكر مهما سما وعلا أن يداني كماله عليه الصلاة والسلام (1)

              النهاية في غريب الحديث والأثر
              مجد الدين أبي السعادات المبارك بن محمد (ابن الأثير(

              * ومنه حديث علي في خطبة له تلك شقشقة هدرت ، ثم قرت .

              http://library.islamweb.net/newlibra...21&startno=108



              ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
              (1) محاضرة مواضيع متنوعة في العقيدة - للشيخ : ( محمد ناصر الدين الألباني )

              تعليق



              • جاء في كتاب شرح شافية ابن الحاجب
                تأليف الشيخ رضي الدين محمد بن الحسن الاستراباذي النحوي 686 هـ
                مع شرح شواهده للعالم الجليل عبد القادر البغدادي صاحب خزانة الأدب المتوفي عام 1093 من الهجرة
                حققهما، وضبط غريبهما، وشرح مبهمهما، الاساتذة:
                محمد نور الحسن - المدرس في تخصص كلية اللغة العربية
                محمد الزفزاف - المدرس في كلية اللغة العربية
                محمد محيى الدين عبد الحميد - المدرس في تخصص كلية اللغة العربية

                دار الكتب العلمية بيروت - لبنان



                ج1ص78 / المكتبة الشامله ، أنقل بالنص والهامش :


                وأما قول علي رضي الله عنه " لَشَدَّ ما تشطرا ضرعيها " (3) فمنوقول إلى فَعُلَ كما قلنا في حَبَّذا وَحَبُبْتَ،
                ـــــــــــــــــــ
                (3)
                يقوله رضى الله عنه في شأن الشيخين أبى بكر وعمر رضى الله تعالى عنهما فضمير التثنية عائد إليهما، والضمير المؤنث يعود إلى الخلافة عن رسول الله يريد أنهما تقاسماها وأن كل واحد منهما قد أخذها شطرا من الزمن (*)
                http://shamela.ws/browse.php/book-21567/page-82

                تعليق


                • جاء في كتاب دراسات قصيرة في الأدب والتاريخ والفلسفة نهج البلاغة للإمام علي كرم الله وجهه للدكتور عمر فروخ ط2 بيروت ص6 - 7 :
                  رأى عمر بن الخطاب من الحزم أن يحسم هذا الإختلاف بمبايعة أبي بكر عبدالله بن أبي قحافة ، أكبر الصحابة البارزين أو من أكبرهم سنآ ( 11هـ 632م) . ولقد كان عمل عمر بن الخطاب عملآ سياسيآ عظيما . على أن ذلك أغضب بعض بني هاشم خاصة وأنصار بني هاشم عامة . الا أن عليآ نفسه لم يكن أقل حكمه ولاأقل حرصآ على وحدة المسلمين . ويظهر من مراجعة التاريخ وتتبع حوادثه أن عليا كان يرى نفسه أهلآ للخلافة . وأكثر مافي نهج البلاغة يدل على أنه قد سيء لأنه لم ينتخب خليفة بعد الرسول مباشرة ويرى الشيعة أنصار علي بن ابي طالب من الهاشميين ومن غيرهم أيضآ ) أن عليآ قد منع حقا له دون سواه ، اذبينما يرى المهاجرون والأنصار ( أهل مكة والمدينة ) أن الخلافة منصب سياسي يزيد في قوة القبيلة التي يكون الخليفة منها ، يرى الشيعة أن الخلافة منصب ديني وأن الرسول قد نص على أن تكون الامامة ( الخلافة ) في علي ثم في أبنائه على ماهو معروف من التاريخ اهـ

                  تعليق


                  • وهنا توثيق مهم من كتاب دراسات قصيرة في الأدب والتاريخ والفلسفة للدكتور عمر فروخ ، في أن عليآ عليه السلام كان هو من أراده المصطفى صلى الله عليه واله وسلم للصلاة بالناس في مرضه لولا أن أبابكر تقدم لها بأمر من أبنته التي صرفته عن حقه في الخلافه وأن ابابكر لاتدل صلاته بالناس على أهليته بالخلافه لأن استخلافه عمليا سياسيآ قام به عمر بن الخطاب وأن الإمام علي عليه السلام كان يرى الخلافه حقآ له













                    تعليق


                    • الأستاذ فتحي نصري في مقالته رسالة من أمير المؤمنين إلى والي تونس
                      أنقل منها موضع الشاهد
                      : كنت بصدد معالجة موضوع علاقة الحاكم بالمحكوم من خلال " نهج البلاغة " للامام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ، عندما طالعني بيان منشور بتونس نيوز ليوم 30 ماي لبعض الأخوة يحملون حركة النهضة مسؤولية الانسداد السياسي الذي ميز العقدين الأخيرين ، وحز في نفسي نظر الأخوة الموقعين على البيان بعين واحدة ، وليتها كانت عينا موضوعية ، وقد كفاني الشيخ الفاضل الهادي بريك مسؤولية الرد حتى لا أكون شاهد زور، وهذه الرسالة بما تحمله من رمزية تتجاوز الزمان والمكان ، والفقرات الواردة بين ظفرين مقتطفة من خطب ورسائل الامام علي بن أبي طالب مع بعض التصرف ، وحتى يكون لبيان الأخوة بعض من الانصاف أقترح عليهم التوقيع على هذه الرسالة وارسالها الى من يهمه الأمر
                      من أمير المؤمنين علي بن أبي طالب الى والي تونس زين العابدين بن علي

                      وقال أيضا : أما والذي فلق الحبة ، وبرأ النسمة لولا حضور الحاضر ، وقيام الحجة ، وما أخذ الله على العلماء أن لا يقاروا على كظة ظالم ولا سغب مظلوم ، لألقيت حبلها على غاربها ، ولسقيت آخرها بكأس أولها ، فالدنيا أزهد عندي من عفطة عنز اه

                      تعليق


                      • سؤال وجه للسيد حسين الشاهرودي وفيه يحكم بصحة حديث عائشه المتوفر فيه الوثوق كأحاديثها في مدح فاطمة أو علي بن أبي طالب أو ذم أعدائهم للمعاندين الذين يصرون على تضعيف عكرمه ونقل ماقيل فيه في الحكم على إسناد الخطبه الشقشقية لغرض إسقاطها فنكرر أن طريقتكم خاطئه

                        العضو السائل : المعروف في السماء
                        السؤال :
                        لو أن عائشة بنت أبي بكر كانت من أحد رواة الحديث ، فهل يُحكم على هذا الحديث بأنه ضعيف الإسناد لأن عائشة واقعه فيه ؟ أم ماذا ؟
                        الجواب :
                        لا يحكم بضعف الحديث مطلقاً، بل فيه تفصيل :
                        بيانه :
                        ان المعيار في قبول الحديث هو الوثاقة، لأن الآية المباركة المشهورة لإثبات حجية الخبر الواحد وهو قوله تعالى {إن جاءكم فاسق بنبئ فتبيّنوا ان تُصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين} صدق الله العلي العظيم وصدق رسوله الكريم
                        وإن كانت يستظهر من صدرها ان المعيار في قبول النبأ هو العدالة، لكن ذيلها يجعل المعيار هو الوثاقة، وما ينبغي للعاقل فعله أو تركه، وذلك للتعليل بالندامة، إذ من المعلوم ان العمل بالحديث الموثوق به لا يوجب الندامة حتى لو انكشف خطؤه، وحيث نجد ان من اعتمد على حديث هكذا لا يتندم لانه يرى نفسه سائراً على الطريقة العقلائية، بخلاف من اعتمد على حديث ليس هكذا فانه يؤنّب نفسه ويتندم على عمله المتخلف عن طريقة العقلاء، فيكون مبتلى بضررين: أحدهما الخسارة الناشئة عن خطأ النبأ، والآخر ابتلاؤه بالشعور بالندم على مخالفة طريقة العقلاء، فهناك ضرر مادي وهو خسارة تجاريّة، وضرر نفسي وهو شعوره بالاقدام على السفاهة والجهالة.
                        وأما من اعتمد على النبأ الموثوق به ثم وقع في خسارة ماليّة جرّاء اعتماده فانه لا يذمه العقلاء، ولا يرونه عاملاً بالجهالة والسفاهة.
                        اذاً بمقتضى ذيل الآية المباركة يكون المعيار في قبول الحديث هو الوثاقة، والذيل حاكم على الصدر لكونه تعليلاً، والتعليل يتقدم على الحكم المعلل به كما في قولك للمريض (لا تأكل الرمان لأنه حامض)، فان الحكم وإن عَمَّ مطلق الرمّان وشمل الحلو والحامض، لكن تعليله بكونه حامضاً يخصص النهي بخصوص الرمّان الحامض، ويرخص في أكل الرمان الحلو، وفي نفس الوقت يكون منهياً عن شرب الخل الحامض، وهذا هو معنى القانون القائل بأن (العلّة تخصّص وتعمّم)
                        هذا هو مقتضى الآية الشريفة.
                        وأما (بناء العقلاء) الذي هو دليل آخر على حجية خبر الواحد، والذي يراه أكثر العلماء المتأخرين هو العمدة في حجّية الخبر، فهو ايضاً ينتج نفس ما استفدناه من الآية الشريفة، لأن العقلاء لا يعملون بالخبر تعبّداً _اذ ليس لهم تعبّد وتنزيل_ وإنما يعملون بالخبر الموثوق به، وبناء العقلاء بضم إمضاء الشارع يشكل الدليل المعتبر حيث لم يردع الشاره عن هذه الطريقة العقلائية، ولو لم يكن مورد تأييده لردع عنه كما ردع عن القياس الذي كان موضع عمل العقلاء ايضاً، لكن الشارع _على رغم ان العقلاء كانوا يعملون بكل من القياس والخبر الموثوق به_ ردع عن القياس وسكت عن الخبر الموثوق، بل أمر بالعمل به كما جاء في بعض الروايات، فهذا دليل آخر على حجية الخبر الموثوق.

                        والسؤال الوارد في المقام يخضع لما قلنا، وينتج ان الحديث الذي روته عائشة نقبله ونحكم بصحته اذا توفر فيه الوثوق، ككثير من رواياتها الواردة في مدح فاطمة الزهراء بنت خاتم الأنبياء صلى الله عليه وآله، أو مدح أمير المؤمنين عليه السلام، أو ذمّ أعدائهم أي أعداء النبي الأعظم وآله صلى الله عليه وآله، ونتيمّن بذكر حديث من تلك الأحاديث وهو أنها قالت أن النبي (ص) كان يشمّ فاطمة سلام الله عليها، ووجهه أن فاطمة انعقدت نطفتها من ثمر الجنة، فمتى كان صلى الله عليه وآله يشتاق الى ريح الجنة شمّها حيث كان يستشمّ منها ريح الجنة. اه

                        تعليق


                        • أدب الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام ونهج البلاغة
                          الأستاذ الأديب حسين بستانه (*)
                          ماالذي مكن لعلي أن يكون أديباً متفوقاً ـ ما اثر عنه مما أنتجته عبقريته ـ قيمة أدب الإمام ـ التعريف بنهج البلاغة ـ الاوهام الحائمة حول النهج.
                          اني لممتحن كيف استفتح الكلام عن باب مدينة العلم علي بن أبي طالب سلام الله عليه، وعلي من علمتم: قد حيزت له محاسن الصفات وخيرها من مآثر محمودة ومواقف مشهودة تقصر الكلم عن استيعابها وينفد الوقت قبل استيفائها لذلك رأيت ان استبقي الغرض من المحاضرة فأقصر القول علد ادبه واختص بذكره.
                          لقد كان أمير المؤمنين بحق أمير البيان تطاوعه الألفاظ الشاردة وتنقاد اليه المعاني المستعصية فيلبسها من جميل نسجه وبديع وشيه أثواباً محبرة ويخرجها في نسق عجيب عو بعد كلام الله ورسوله شرفاً ومنزلة. وبحسبك ان تفتح لنفسك ابواب المسرة ببدائع بيانه، وتشرح النظر في روايع كلامه فترى النضار كيف يسبك والاسماط كيف تعقد والجواهر كيف تنضد . بل استغفر الأدب فمن اين لهذه المقيمات الماىية ما يؤهلها للاقتران بتلك النفحات القدسية . وذلك المعين السلسل. والروح الخالد الذي سيبلى الزمان ولا يبلى ما دام في الناس طالب للأدب وراغب للحكمة.
                          ما الذي مكن لعلي أن يكون أديباً متفوقاً:
                          سؤال يعترض الباحث في الأدب العلوى لابد من الاجابة عليه. فنقول لقد ولد علي في مكة مألف قريش ومنبت البلاغة وينبوع الفصاحة ومهبط الوحي.
                          ومكة دون ما حرم ذات الأثر الفعال في توحيد اللهجات وتقريب العبارات وتنسيق الألفاظ ، وجعل اللغة بالكيفية التي كانت فيها صالحة لنزول القرأن الكريم حجة البلاغة، ونبراس الهدى؛ يضاف إلى ذلك: ان علياً من بيت الرئاسة الهاشمية في صميمها؛ حفيد عبد المطلب وسليل أبي طالب، ترعرع بين جد وقور؛ وعمومة مهابة؛ وخؤلة رصينة؛ وأب وأم لم يعرف الحنان صدرين ارحب من صدريهما؛ وهؤلاء كلهم أهل لسن وذرابة، انحدرت اليهم البلاغة من آبائهم، وانحدرت عنهم إلى ابنائهم . فاذا عدوت الدم؛ وجانبت عوامل الوراثة، وصفحت عن تأثير البيئة؛ وقعت على عامل مهم، أثر في تربية علي وفي تهذيبه؛ ألا وهو فخر الكائنات رسول الله(ص).
                          جاء في الخبر أن قريشاً أصابتها ازمة فقال الرسول(ص) لعميه حمزة والعباس، ألا نحمل ثقل أبي طالب في هذا المحل فجاءوا اليه وسألوه ان يدفع اليهم والده ليكفوه امرهم؛ فقال: دعولي عقيلا وخذوا من شئتم. فأخذ العباس طالباً؛ واخذ حمزة جعفراً؛ وأخذ(ع) علياً، فكان علي في حجره منذ السادسة؛ يجد في صدره رحابة أبي طالب؛ وحنان فاطمة بنت أسد بن هاشم يأخذ عنه؛ ويتدرب عليه. مأخوذاً من قبله بتأديب المرشد المشفق. وتعليم المعلم الحاذق. حتى اذا بلغ أشده صيره كاتبه. يدون الوحي المنزل عليه. ويكتب عهوده. وينسخ كتبه. فليس بدعاً ان يكون علي بعد ذلك عباب البلاغة الذي لا يسبر غوره. ولا تدرك شطآنه. وينبوع الحكمة المستمد من الوحي الالهي. والفيض النبوي. وحي القرآن وسيرة محمد(ص) وتأديبه. وبعد ان تكلمنا عن مؤهلاته للبلاغة اجد من الحسن ان اقدم لكم الحكاية الآتية استدلالا بها على مبلغ حبه للأدب الذي شب عليه. واكرامه لأهله. كما كفلت ذلك لديه فطرته اللامعة . وذوقه العالي المشذب . واريحيته الفائقة .
                          قيل إن اعرابياً وقف عليه فقال: إن لي اليك حاجة رفعتها إلى الله قبل ان ارفعها اليك . فان انت قضيتها حمدت الله وشكرتك وان انت لم تقضها حمدت الله وعذرتك فقال: كرم الله وجهه خط حاجتك على الأرض .
                          فكتب الرجل اني فقير. فقال: علي يا قنبر ـ يعني خادمه ـ اعطه حلتي الفلانية فلما اخذها الاعرابي مثل بين يديه وقال:
                          كسوتي حلة تبلى محاسنها ***** فسوف اكسوك من حسن الثنا حللا
                          ان الثناء ليحيي ذكر صاحبه ***** كالغيث يحيى نداه السهل والجبلا
                          لا تزهد الدهر في عرف بدأت به ***** فكل عبد سيجزى بالذي فعلا
                          فقال علي يا قنبر اعطه خمسين دينارا ثم قال اما الحلة فلمسألتك واما الدنانير فلأدبك.
                          ثلاثة ابيات بخمسين ديناراً مع الاقتفار اليها الا طوبى لذوقك يا علي. ما اثرعنه مما انتحبته عبقريته :
                          جمع اهل الادب من مأثور الامام عليه السلام: ـ
                          ١ ـ نهج البلاغة .
                          ٢ ـ الف كلمة جمعها ابن ابي الحديد في آخر شرحه لنهج البلاغة .
                          ٣ ـ مجموعة حكم و امثال علمتها ٢٧٨ حكمة .
                          ٤ ـ غرر الحكم ودرر الكلم . مجموعة حكم جمعها ورتبها على حروف الهجاء عبد الواحد بن محمد بن عبد الواحد عددها ٥٣٧ حكمة .
                          ٥ ـ حكم جمعها ابو الفضل الميداني في آخر كتابه مجمع الامثال ذكر بعضها في نهج البلاغة.
                          ٦ ـ سبعة عشر مثلا شرحها الميداني وهذه المجموعات الاربعة جمعها في مجلد واحد المستشرق (كور نيليوس فان) مع ترجمة وشروح لاتينية طبعها في اكسفورد سنة ١٨٠٦ م .
                          ٧ ـ دستور معالم الحكم . كتاب جمعه محمد بن سلامة القضاعي المتوفى بمصر سنة ٤٥٤هـ وهو كتاب حوى حكما ووصايا واجوبة وادعية وبعض الشعر والخطب نشره محمد سعيد الرافعي سنة ١٣٣٢هـ .
                          ٨ ـ نشر الأب لويس شيخو بعض الحكم لعلي نقلا عن مخطوطة قديمة يرتقى عهدها الى سنة ٧٢٧هـ .
                          ٩ ـ نشر السيد احمد رضا خطبا ومواعظ واقوالا لعلي لم تنشر في نهج البلاغة .
                          ١٠ ـ يوجد لعلي خطب واقوال متفرقة في كتب الأدب والتأريخ كالبيان والتبيين والعقد الفريد ومروج الذهب وعيون الأخبار والكشكول وتاريخ الطبري وغيرها .
                          ١١ ـ "كتاب المئة" وهو مئة كلمة اختارها من كلامه عليه السلام الأديب الكبير امين نخلة طبع بمطبعة العرفان . صيدا سنة ١٣٤٩هـ .
                          ١٢ ـ ديوان شعر نسب اليه . لأن اكثر ما فيه لا يدل على انه له .
                          قيمة أدب الامام :
                          الواقع ان قيمة الأدب لا تعرف بتسعيرة البورصة ولا تخص غرفة التجارة في شيء لأنها قيمة معنوية تقيمها الافهام المدربة تدريباً ادبياً والداريات المللمة بكثير مما روى عن الخطباء النابهين والشعراء المجيدين والمقاول الذربين من خطب واشعار وامثال وكلمات ورسائل. حيث تناقش تلك الفهوم والدرايات بفضل ما اكتسبه من تدريب ومرانة ما يصل اليها من المرويات وبمقاييس لاحيدة عنها تعرف نضار الكلام من زائفه وصريحه من هجينه وفاضله من مفضوله . تلك المقاييس هي عرض الكلام على قواعد الاعجاز المعروفات مع لحظ ما فيه من ابداع في الابانة ومن جميل الغرض ومقدار ما انطوت عليه تلك الابانة من عقائل المعاني واعيانها ونحن حين ندرس على هذا الضوء ادب الامام في خطبة الجامعة . وحكمه الناجعة . وامثاله السائرة . وكلماته المحكمة . وكتبة النادرة . وادعيته البالغة . ومواعظه الحكمية . وملحه النادرة . وما تصح نسبته اليه من الشعر؛ نحو انفسنا بمواقف من التجلة والتبجيل تدفعنا الى مساير السابقين من علماء الادب والانصياح الى حكمهم : ان كلامه كرم الله وجهه دون كلام الخالق وفوق كلام المخلوق حاشا كلام الرسول(ص) .
                          وبحسبك ان تسرح الطرف بمأثوره فترى رأينا فيه لأنك ستراه، اذ استنهض او نصح، او حاجج، لم يدع من سمات الدراية، وحجج البصير، ونصائح الشفيق؛ ودوافع الهمم؛ شيئاً إلا وعاه واحصاه ، بلسان ذرب ورأي حصيف .
                          فاذا دعى الله في تبتله؛ ورجاه للاعتصام به؛ خفض جناح الذل له، واحسن الثقة به؛ فدعاه دعوة الساخر من دنياه؛ المعتز بآخرته، وما خبر ضرار ؟؟؟ بسر فقد روى ان معاوية سأله عن أمير المؤمنين فقال : لقد رأيته في بعض مواقفه وقد ارخى الليل سدوله؛ وهو قائم في محرابه؛ قابض على لحيته؛ يتململ تململ السليم؛ ويكى بكاء الحزين؛ ويقول: يا دنيا يا دنيا اليك عني؛ أبي تعرضت؛ ام الي تشوقت؛ لا حان حينك هيهات غري غيري، لا حاجة لي فيك؛ قد طلقتك ثلاثا، لا رجعة فيها؛ فعيشك قصير، وخطرك يسير واملك حقير؛ آه من قلة الزاد وطول الطريق؛ وبعد السفر وعظيم المورد .
                          ولعل من عجيب ما كان يدعو به الله تعالى قوله :
                          اللهم أني اعوذ بك ان افتقر في غناك، أو اضل في هداك؛ أو اظام في سلطانك؛ أو اضطهد والأمر اليك . اللهم اجعل نفسي اول كريمة تنتزعها من كرائمي؛ واول وديعة تسترجعها من ودائع نعمك عندي. هذه ادعيته فاذا ارسل الحكمة أو المثل: اهتزت لها النفوس الأريبة، وسعى بها الدهر يحملها حلية في تاجه ليعيرها من شاء التزين بها، أو التملح؛ من ادباء الزمان وسيبلى الزمان ويبقى ادب على فيما يبقى ثمرة لا مقطوعة ولا ممنوعة .
                          التعريف بنهج البلاغة :
                          نهج البلاغة ديوان خطب الامام ورسائله وحكمه ومواعظه و وصاياه جمعه سليل المجد نقيب الأشراف الطالبيين في بغداد السيد الشريف الرضي الموسوي عليه الرحمة . في سفر جليل القدر. كان ولم يزل عدة الأدباء وزاد الخطباء ومورد الحكماء ومشرع اهل اللّسن والبلاغة كافة . على امثلته يحذون وبه يستعينون ومنه يقبسون تجملا بغراته واحتجاجاً بآياته وتملحاً بمبادهاته وتشرفاً بعباراته واقتداء بعطاته . لذلك تناوله الفضلاء بالشرح والتبسيط رجاء ان يرفعوا اللافهام الى مستواه ويقفوا المتأدبين على فحواه . ولعمر والادب ما ادرك شارح كنهه ولا سبر غوره ولا وفاه مادح قدره .
                          على ان العلامة ابا حار عز الدين عبد الحميد بن هبة الله المدائني المعتزلي الشهير بابن ابي الحديد المتوفى سنة ٦٥٦هـ شرحه شرحاً مستفيضا في كتاب يقع في عشرين جزءاً جعلها في مجلدات اربع .
                          الأوهام الحائمة حول النهج :
                          يشك كثير من الناس ان كان نهج البلاغة لعلي(عليه السلام) او هو من وضع الشريف الرضي وقد نحله اياه او نحله بعضه وساقوا في معرض الشك مزاعم يصوح بها النظر السليم والاستقراء الحكيم ويقوضها سلطان المنطق وشواهد الاحوال . ولكي نقرع الحجة بالحجة فتطلع على براءة الشريف مما بهت به اجد من الانسب ان اتلو على اسماعكم جملة ما تأتي فيه الشبه ثم اعقب بما اراه مفنداً تلك الشبهات :
                          وجدوا من المانع ان يكون النهج لعلي:
                          ١ ـ خلو كتب الادب من اكثر ما في النهج من خطب .
                          ٢ ـ كثرة الخطب .
                          ٣ ـ ورود بعض الافكار الفلسفية والتصوفية في بعض الخطب مما لا تصح نسبته الى عصر الامام بزعمهم .
                          ٤ ـ ان بعض الخطب منسوبة في غير النهج الى آخرين .
                          ٥ ـ ورود كثير من الآراء السياسية والادارية والقضائية في قول مشبع مع الاطالة كما في عهد الاشتر النخعي .
                          ٦ ـ التعريض ببعض الصحابة كما في الشقشقية .
                          ٧ ـ ان الخطب المطولة لا يمكن حفظها وروايتها .
                          ٨ ـ اصطباغ بعض الخطب بالفاظ اصطلاحية عرفت في علم المنطق والتوحيد وسائر العلوم التي عرفت بعد عصر الامام .
                          ٩ ـ تناوله بعض الحيوانات الحقيرة بالوصف الدقيق كما في وصف الخفاش .
                          ١٠ ـ تفشى الصناعة اللفظية من سجع وجناس وطباق ومقابلة في كثير من الخطب .
                          هذه جملة الشبهات التي اوردوها وللرد عليها نقول :
                          ١ ـ ان خلو كتب الادب من اكثر خطب النهج لا ينهض دليلا على أن تلك الخطب غير واردة عنه كرم الله وجهه . لان تلك الكتب اقتصرت على ما يقتضيه موضع الشاهد من خطب علي وغيره وقد فعلت كذلك فيما جاءت به من خطب الرسول(ص) والخلفاء الراشدين(ض) وسائر البلغاء .
                          ٢ ـ ان كثرة الخطب كان بالنسبة لكثرة الاغراض والدواعي التي احاطت الامام فان ظروفه السياسية والاجتماعية والعسكرية والاخلاقية كانت تستدعيه ان يعظ ويزهد ويحمس ويعهد ويدبر وهذه كلها تحتاج الى كلام اكثر مما جاء في النهج وفعلاً كان . فقد روى المسعودي المتوفى قبل مولد الشريف ان مجموع خطب الامام اربعمائة ونيف وثمانون خطبة كان يوردها على البديهة .
                          ٣ ـ ان اشتباههم في ورود بعض الافكار الفلسفية والصوفية في بعض الخطب مما لا تصح نسبته الى عصر الامام كلام لا يصدق لأن من يقرأ النهج لم يجد فيه نظرية يحتاج في معرفتها الى استقراء ودرس خاص كما نبه الى ذلك العالمان الجليلان الاستاذ أحمد زكي صفوة في كتابه "علي ابن ابي طالب" والعلامة الشهرستاني في كتابه "ما هو نهج البلاغة" وكل ما هناك حكم وامثال ارسلها بطبعه لتهذيب الاخلاق واستبقاء الطاعة وسل سخائم الاطماع والاحقاد .
                          ٤ ـ ان نسبة بعض خطب النهج الى غير علي في بعض الكتب لا يبعد ان يكون من خطأ الرواة او من اصطناعهم؛ حكى الجاحظ المتوفى سنة ٢٥٥هـ في كتابه البيان والتبيين قال:
                          قالوا لما حضرت معاوية الوفاة قال لمولى له من بالباب ؟ قال نفر من قريش يتباشرون بموتك فقال ويحك ولم؟ قال: لا ادري قال: فوالله ما لهم بعدي الا الذي يسوءهم وأذن للناس فدخلوا عليه فحمد الله واثنى عليه ثم خطبهم خطبة اوردها الجاحظ وعقبها بقوله (وفي هذه الخطبة ابقاك الله ضروب من العجب منها ان هذا الكلام لا يشبه السبب الذي دعاهم من اجله معاوية ومنها ان هذا المذهب من تصنيف الناس والاخبار عنهم وعماهم عليه من القهر والاذلال ومن التقية والخوف اشبه بكلام علي وبمعانيه واشبه بحاله منه بحال معاوية ومنها : اننا لم نجد معاوية في حال من الحالات يسلك في كلامه مسلك الزهاد ولا يذهب مذاهب العباد وانما نكتب لكم ونخبر بما سمعناه والله اعلم باصحاب الاخبار وبكثير منهم) .
                          يبدو للسامع ان الجاحظ شاء ان يقول ان الرواة نحلوها معاوية هذا مع العلم ان الجاحظ لا يتحيز لعلي لأنه كان ناصبياً عثمانياً .
                          ٥ ـ ان اشباع القول كما في عهد الاشتر لم ينفرد به علي وليس هو مما لم يعرف في عصره فقد اوصى عمر بن الخطاب(رض) ابا موسى الاشعري بكتابه اليه حين ولاه البصرة بمثل ما عهد به علي للاشتر النخعي .

                          ٦ ـ ان الشقشقية ليس فيها ما يمنع ان تكون لعلي اما التعرض فيها لبعض الصحابة ـ رضوان الله عليهم ـ فإنه لم يكن سبا وإنما كان من باب ما يفعله الزعماء اليوم من انتقاد بعضهم سيرة البعض وسياسته . يؤيد ذلك ان الشقشقية لم يخطب بها في حفل عام وانما كانت في مجلس خاص . ونحن اذا نظرنا من هذا الوجه نرى ان مثل الشقشقية أو اشد قد سبق صدوره من ابي بكر وعمر رضي الله عنهما الى علي رضي الله عنه وفي رده عليهما في الرسائل التي تحملها ابو عبيدة . فليرجع اليها في عصر المأمون على ان نقد علي لسياسة الشيخين قد وردت ضمنا حين طلب اليه ان يقبل البيعة . قبل عثمان على كتاب الله وسنة رسوله وسيرة ابي بكر وعمر فأبى وقال: بل على كتاب الله وسنة رسوله واجتهاد رأيي.
                          ونحن حين نمعن في تعابير الشقشقية لا نجد مساغا لاحد ان يعطعن في صحة نسبتها الى عصر الامام وذلك لما يبدو عليها من تعابير البادية وساليب الخطب المعروفة في عصره كقوله (لشد ما تشطرا ضرعيها) وقوله (فصاحبها كراكب الصعبة ان اشنق لها خرم وان اسلس لها تقحم) واستشهاده ببيت الاعشى .
                          شتان ما يومي على كورها ***** ويوم حيان اخي جابر
                          واختتامها بقوله (ولوجدتم دنياكم هذه ازهد عندي من عفظة عنز)
                          يضاف الى ما تقدم انه اذا صح المتأخر أن يصنع كلاما يسلك به مسلك الامام فمن أين يأتي بالتأثر والثورة والغضب ثم ان الذي ينفى الشك تماما ان هذه الخطبة رويت باوجه واسانيد مختلفة في كتب مختلفة اوردها العلامة الشهرستاني في كتابه "ما هو نهج البلاغة" كلها تستمد من مرجع واحد هو ابن عباس. فلو كان صانعها الرضى لنقلت عن نهج البلاغة بوجه واحد في كل الكتب الأدبية .

                          ٧ ـ ان طول الخطب لا يمنع من حفظها وذلك لأن اللغة الفصحى كانت قطرتهم وان الرواية كانت عمدتهم لقلة علم الجمهور بالكتابة لذلك كان الواحد منهم يحفظ الى حدود العجب. حكى صاحب الاغاني قال ان ابن عباس قد حفظ قصيدة ابن ابي ربيعة .
                          (امن آل نعم انت غاد فمبكر) بقراءة واحدة . وقد مر ان ابا عبيدة قد حفظ رسائلي ابي بكر وعمر و علي في ظرف واحد وهذه لا تقل عن اطول خطبة مما في النهج . ولو كان حفظ الخطب يستعصي لكان الشك واجبا في كل ما حفظ من خطب النبي والراشدين والحجاج وزياد غيرهم من اهل الجاهلية والاسلام .
                          ٨ ـ ان اتيان بعض الالفاظ من مصطلحات التوحيد والمنطق في خطبه هنا وهناك لا يصلح أن يكون مانعاً من اسناد تلك الخطب لعلي لان تلك المصطلحات الفاظ عربية تقوم بمعناها اللغوي فما المانع من استعمالها من قبله ونقلها الى الاصطلاح في عصر الاصطلاح وعلي أعلم الناس بمواقع اللفظ من المعنى وان التوحيد فكرة الدين الذي تربى في حضانة صاحبه وان المنطق بما فيه من قياس واستدلال ومقدمات من ذهنية العرب وفطرتهم وقد جاءت اشكاله في تعابيرهم وان لفظة صغرى وكبرى وموضوع ومحمول وحد ودليل وتصديق وتصور وما شاكلها الفاظ تقوم بمعناها اللغوي قبل الاصطلاحي فاذا وردت في كلام أحد من المتقدمين فلا يعنى ان كلامه منحول في عصر الاصطلاح . وفي القرآن الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه استدلالات منطقية هي خير شاهد على ما نقول: قال جل من قائل .
                          فلو علم الله فيهم خيراً لاسمعهم . ولو اسمعهم لتولوا .
                          وقال : وشهد شاهد من اهلها ان كان قميصه قدّ من قبل فصدقت وهو من الكاذبين وان كان قميصه قد من دبر فكذبت وهو من الصادقين . وقال : لو كان فيها آلهة الا الله لفسدتا . وقال: وما كان معه من آله . اذا الذهب كل آله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض .
                          ثم ان المتتبع لخطب الزهاد ومواعظهم في العصر الأول يجدها غير خارجة عن آفاق خطب الامام من حيث المقاصد والالفاظ فهل كانت خطب اولئك مصطنعة عليهم ايضاً .
                          ٩ ـ ان تناول النهج بعض المخلوقات الحقيرة بالوصف الدقيق لا يستبعد صدوره عن الامام لأن الناظر في تلك الخطب يجد أن الوصف فيها لم يجيء لذاته وانما جاء به على سبيل الموعظة وتعظيم الخالق . وتلك طريقة في الوعظ تعلمها على القرآن الكريم . قال تعالى :
                          "واوحى ربك الى النحل ان اتخذى من الجبال بيوتاً ومن الشجر ومما يعرشون ثم كلي من كل الثمرات فاسلكي سبل ربك ذللاً يخرج من بطونها شراب مختلف الوانه فيه شفاء للناس ان في ذلك لآية لقوم يتفكرون" . (النحل) وقال : قالت نملة يا ايّها النمل ادخلو مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لايشعرون (النمل) . وقال: فبعث الله غراباً يبحث في الارض ليريه كيف يواري سوءة اخيه . قال يا ويلتا اعجزت ان اكون مثل هذا الغراب فأوارى سوءة اخي (المائدة) وقال عز من قائل : ان الله لا يستحي ان يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها (البقرة) الخ ..
                          فما المانع بعد هذا ان يضرب علي مثلا بالخفاش وهو المنشأ في أدب القرآن الكريم كما اسلفنا .
                          هذا من جهة الموضوع اما اذا كان الشك آتيا من ناحية دقة الوصف واخراج الصور كأنها شاخصه للعيان فذلك مما يأتي به العربي فطرة روي عن عبد الرحمن بن حسان بن ثابت ان زنبوراً لسعه في طفولته لجاء يشكو حاله الى أبيه فقال: لسعني طوير كأنه ملتف في بردى حبرة وقد ورد الوصف الدقيق في القرآن الكريم على أبهى مثال واروع تصوير قال تعالى :
                          والذين كفروا اعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى اذا جاءه لم يجده شيئا ووجد الله عنده فوفاه حسابه او كظلمات في بحر لجي يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب ظلمات بعضها فوق بعض اذا اخرج يده لم يكد يراها (النور) وقال في خلق الانسان: فجعلناه نظفة في قرار مكين: خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاماً فكسونا العظام لحماً ثم انشأناه خلقا آخر فتبارك الله احسن الخالقين "المؤمنون" وقال تعالى :
                          واتل عليهم نبأ الذي اتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه اخلد الى الارض واتبع هواه فمثل كمثل الكلب ان تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث ذلك مثل القوم الذين كذبوا بآياتنا فاقصص القصص لعلهم يتفكرون . (الاعراف) .
                          هذا وصف الله سبحانه على سبيل الموعظة . فما الذي يمنع علي على ان يحتذيه وهو ربيب من نزل عليه هذا القرآن .
                          ١٠ ـ ان الصناعة اللفظية من سجع وطباق وجناس ومقابلة وغير ذلك وان كانت تعمل فيها في عصور المتأخرين من أيام بني العباس بحيث اصبحت صناعة يتدرب عليها المنشؤن فإنها غير مبتدعة في السبك العربي كي يوجب وجودها في النهج الشك في كونه لعلي .
                          قال شيخ علماء البلاغة ابو هلال العسكري في كتاب الصناعتين (فهذه انواع البديع التي ادعى من لا رواية ولا دراية عنده ان المحدثين ابتكروها وان القدماء. يعرفوها وذلك لما اراد ان يفخم امر المحدثين . لأن هذا النوع من الكلام اذا سلم من التكلف وبرىء من العيوب كان في غاية الحسن ونهاية الجودة .) انتهى كلامه.
                          ولكي نسوق الشاهد المؤيد لرأي هذا الاستاذ الجليل نقول: ان القرآن الكريم حجة البلاغة ومعجزتها وان كان خارجاً عن ان يوصف بسجع او ترسل او صناعة فقد جاء حافلا بالمحسنات على اسمى مثال. فمن السجع اللطيف المتسلسل قوله تعالى : والنجم اذا هوى وقوله : يا ايّها المدثر.
                          بل هناك سور مسجوعة بكاملها مثل سورة (الاعلى) سبح اسم ربك الاعلى الى قوله: صحف ابراهيم وموسى ومثل الشمس . والشمس وضحاها الى قوله ولا يخاف عقباها ومثل سورة الليل والقدر والناس وغيرها .
                          ثم ان السجع قد كان فاشيا في كلام الصدر الأول وانما الذي نهى عنه الرسول(ص) هو سجع الكهان لأنه عبارة عن هذيان لا غير. يؤيد لنا ذلك ما رواه ابو هلال العسكري عن الرسول قال: كان(ص) ربما غير الكلمة عن وجهها للموازنة بين الالفاظ واتباع الكلمة اخواتها . كقوله(ص): "اعيذه من الهامة والسامة وكل عين لامة وإنما اراد ملمة وقوله(عليه السلام) . ارجعن مأزورات غير مأجورات وإنما اراد موزورات من الوزر فقال مأزورات لمكان مأجورات قصداً للتوازن وصحة التسجيع."
                          اما المطابقة والجناس والتقابل من انواع البديع فاستمع اليها في القرآن واعتبر ان مجيئها في كلام علي لا يعني انه منحول في عصر الشريف او غيره فمن الجناس الوارد في القرآن قوله تعالى : ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة (الروم) وقوله وهم ينهون عنه وينأون عنه (الانعام) ذلكم بما كنتم تفرحون في الارض بغير الحق وبما كنتم تمرحون (المؤمن) ومن الطباق قوله (وتحسبهم ايقاظاوهم رقود) ـ الكهف ـ .
                          هل يستوي الاعمى والبصير ام هل تستوي الظلمات والنور (المؤمن) . وهو الاول والآخر والظاهر والباطن (الحديد) وقوله قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء "أل عمران" ومن النقابل قوله تعالى : فاما من اعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى واما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى "الليل" .
                          وبعد فهذه ادلة جامعة وحجج قاطعة بان النهج لم ينتحل وانه لامير المؤمنين(عليه السلام) هذا اذا سلبنا الثقة عن الشريف وصرفنا البصر عن عفته التي اكبرت شأنه في التاريخ فدونها اهل الخبر صفة بارزة في مزاياه العديدة عليه رحمة الله . وبعد أن سقت البرهان على ان النهج لعلي ارى من الامانة للادب ان ادون ملحوظات اخرى اراها .
                          اولها ان الشريف لو شاء ان ينحل علياً شيئاً لنحله ديوان شعره او بعض شعره وهو ليس باغلى ولا اثمن من خطب نهج البلاغة .
                          ثانيها ان الشريف وغيره من الشيعة لو صنع نهج البلاغة على علي لما أبن فيه عمر بن الخطاب "رضى" في الخطبة المشهورة لله بلاد فلان ولو عبث فيه واحد منهم لما ابقى هذه الخطبة وعبث في غيرها .
                          ثالثها ورد في بعض عباراته مثل لفظة ازل وازلية وهذه لم تعرف في كلام العرب قال الزمخشري في اساس البلاغة . قولهم كان في الازل قادراً عالماً وعلمه ازلي وله الازلية مصنوع ليس من كلام العرب. وكأنهم نظروا في ذلك الى لفظ لم ازل . ومثل هذا يقنعني بانه قد حشى في مواضعه بعد الشريف لما يذكر من ان الشريف لم يكن اقل معرفة باللغة من الزمخشري فحتى لو وقع منه انتحال نهج البلاغة لم يسقط هذا السقوط اللغوي وهو يضع قولا عن على لذلك اذا قررنا بانه وقع في النهج مما ليس للامام فانا لا يعدوا مثل هذه التحشيات التي يدركها العارف باساليب التعبير العربي . الملحوظات الرابعة .
                          ان الاوهام والشكوك في صحة ان يكون النهج لامير المؤمنين هي غارة يشنها اعداء تراثنا الادبي من شعوبي الغربي والشرق على نهج البلاغة قديماً وحديثاً . حدث صديقي الدكتور زكي مبارك في كتابه النثر الفني ج١ ص٦٩ قال : وقد اراد ؟؟؟ ديمومبين ان يغض من قيمة ما نسب الى علي بن ابي طالب من خطب ورسائل استناداً الى ما شاع منذ ازمان من ان الشريف الرضي هو واضع كتاب نهج البلاغة اما نحن فنتحفظ في هذه المسألة كل التحفظ لان الجاحظ يحدثنا ان خطب علي وعمر وعثمان كانت محفوظة بمجموعات ومعنى هذا ان خطب علي كانت معروفة قبل الشريف انتهى كلام الدكتور. وليعلم ان هذه الشكوك جاءت في الزمن الغابر من طريق غير لاحب كما يفيد ابن ابي الحديد في شرحه وآخر اعتقادي ان هذه الشكوك ولدتها وخزات الصدور والبغضاء التي كانت تضمر للشريف وستبلى دون شك ويبقى الحكم للادب المحض . اه
                          --------------------------------------
                          * أستاذ الأدب العربي في الثانوية المركزية

                          تعليق


                          • المشاركة الأصلية بواسطة وهج الإيمان

                            بسم الله الرحمن الرحيم
                            اللهم صل على محمد وال محمد
                            تصحيح سند الخطبه الشقشقية على مبنى السيد الخوئي

                            السند الذي ذكره الشيخ الصدوق في كتابه (علل الشرائع) ج1ص150 : (حدثنا محمد بن علي ماجيلوية , عن عمه محمد بن أبي القاسم عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن أبان بن عثمان عن أبان بن تغلب عن عكرمة عن ابن عباس قال : ذکرت الخلافة عند أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب " ع " فقال : أما والله لقد تقمصها ابن أبي قحافة أخو تيم وانه ليعلم ان محلي منها محل القطب من الرحى ينحدر عني السيل ولا يرقى الي الطير فسدلت دونها ثوبا وطويت عنها كشحها ، وطفقت ارتأى بين ان أصول بيد جذاء..... إلى أخر الخطبة .

                            عند التعويض السندي بوضع طريق الشيخ الطوسي لجميع كتب وروايات أحمد البرقي :
                            كما قال الشيخ الدكتور الماحوزي لأن الشيخ الطوسي يروي كل روايات البرقي عن شيخه ابن الوليد وكل مرويات ابن الوليد يرويها الصدوق ولاينظر الى مابعد السند بعد التعويض لوقوع أصحاب الاجماع فلامفر للمخالف من التصديق بصحة الإسناد

                            قال الشيخ الطوسي في الفهرست ص63:
                            "أخبرنا بهذه الكتب كلها وبجميع رواياته : عدة من أصحابنا ، منهم : الشيخ أبوعبدالله محمد بن النعمان المفيد ، وأبوعبدالله الحسين بن عبيد الله ، وأحمد بن عبدون وغيرهم ، عن أحمد بن محمد بن سليمان الزراري قال : حدثنا مؤدبي : علي بن الحسين السعد آبادي ، وأبوالحسن القمي ، قال : حدثنا أحمد بن أبي عبدالله .
                            وأخبرنا هؤلاء الثلاثة ، عن الحسن بن حمزة العلوي الطبري ، قال : حدثنا أحمد بن عبدالله ابن بنت البرقي ، قال : حدثنا جدي أحمد بن محمد .
                            وأخبرنا هؤلاء إلا الشيخ أبا عبدالله ، وغيرهم ، عن أبي المفضل الشيباني ، عن محمد بن جعفر بن بطة ، عن أحمد بن أبي عبدالله بجميع كتبه ورواياته .
                            وأخبرنا بها ابن أبي جيد ، عن محمد بن الحسن بن الوليد ، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن أبي عبدالله ، بجميع كتبه ورواياته " اهـ. قال السيد الخوئي قدس سره في المعجم ج3 ص54 (والطريق كطريق الشيخ إليه صحيح ، وكذلك في المشيخة ، فإن ابن أبي جيد من مشايخ النجاشي ، وكونه في الطريق لا يضر بصحته
                            . . اهـ
                            أقول : فيكون السند السابق بالتعويض وهو صحيح عند السيد الخوئي :
                            ابن أبي جيد ، عن محمد بن الحسن بن الوليد ، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن أبي عبدالله عن أبيه عن ابن أبي عمير عن أبان بن عثمان عن أبان بن تغلب عن عكرمة عن ابن عباس

                            و في السند ابن ابي عمير وأبان بن عثمان وهما من أصحاب الإجماع كما قال الكشي ولايرويا الا عن ثقه ولاينظر الى مابعدهما في حال رجال الاسناد وابن ابي عمير من أصحاب الاجماع لايروي ولايرسل الا عن ثقه كما هو رأي الشيخ الطوسي والذي نقله عن علماء الطائفه وقد عرف ذلك عنهم
                            فاذا حذفنا عكرمه لايضر فلامعنى للتركيز عليه في الإسناد كما يفعل أهل الحيله
                            فالسند الى نهايته صحيح عند الشيخ الطوسي وهو من المتقدمين وتوثيقاته معتمده عند السيد الخوئي وهذا رد قاصم على من يفر ويقول الخوئي لايأخذ بنظرية اصحاب الاجماع ليفر من تصحيح السند للشقشقيه على مبناه
                            فمن الخطأ نقل حال راوي لإسقاطه ونحن نتكلم بخصوص حاله هنا في الخطبه الشقشقية


                            والآن أنقل كلام للأخ العباسي وهو من المخالفين عن توضيحه لمبنى السيد الخوئي في قبوله لتوثيق الطوسي وهو من المتقدمين ورده على إشكال السيد الخوئي بمبناه نفسه الذي إعتمده ، وقد أيده الأخ المخالف الحوزوي :
                            الحمد لله معزّ المؤمنين ومُذل الكافرين، ثم الصلاة والسلام على قائد الغرّ المحجّلين محمد الهادي الأمين وعلى آله وأصحابه أجمعين.
                            دائما نقول للرافضة لاعلم جرح وتعديل عندكم فيكون الرد في الجملة المعهودة من أفراخ المراجع "وماأدرى الوهابية في علوم أهل البيت"
                            علم الجرح والتعديل عندهم ميزانه الهوى وسنطرح شيخ الصدوق ابن المتوكل كمثال.
                            (شيخ الصدوق محمد بن موسى بن المتوكل)
                            1-الخوئي لم يكن يرى وثاقة محمد بن موسى بن المتوكل فقد علق الخوئي على رواية وقع في اسنادها مانصه:
                            "أما رواية السراد , فهي رواية الفقيه عن محمد بن موسى بن المتوكل, وهو لم يثبت توثيقه من القدماء, نعم وثقه العلامة في رجاله إلا انه اجتهاد من وهذا ظاهر"
                            (مصباح الفقاهة 2\549)
                            هنا الخوئي لايرى وثاقة بن المتوكل وأن توثيق العلامة ماهو إلا مجرد اجتهاد منه.
                            2- في كتاب الصوم للخوئي تغير حكمه على الرجل وعده من الثقات وهذا نص قوله:
                            "وكان الأحرى عليه (قده) أن يناقش في الطريق من أجل محمد بن موسى بن المتوكل الذي لم يرد فيه أي توثيق يعتمد عليه في كتب الرجا, غير أننا بنينا على وثاقته, نظرا إلى أن ابن طاووس يروي حديثا يشتمل سنده عليه , ثم يقول (قده) : وجميع رواته ثقات اتفاقا, ونحن ان لم نكن نعول على توثيق المتأخرين إلا أن هذا التعبير من مثل ابن طاووس –الذي كل عبارات المدح دون شأنه – يورث الاطمئنان أن في جملة المتفقين بعض القدماء الذين يعتمد على توثيقهم ولا أقل من شخص أو شخصين. وهذا المقدار كاف في التوثيق"
                            (كتاب الصوم 2\شرح ص 309-310)
                            علل الخوئي وثاقة بن المتوكل في:
                            "ونحن ان لم نكن نعول على توثيق المتأخرين إلا أن هذا التعبير من مثل ابن طاووس –الذي كل عبارات المدح دون شأنه – يورث الاطمئنان أن في جملة المتفقين بعض القدماء الذين يعتمد على توثيقهم ولا أقل من شخص أو شخصين"
                            فحجة الخوئي ليس توثيق ابن طاووس المتأخر بل نقله للأجماع وانه لابد ان أحد من المتقدمين المعتبرين قد وثقه.

                            أقول:
                            وأي اجماع هذا لا يضم الطوسي والنجاشي شيخا المتقدمين في الجرح والتعديل وكذلك الكشي أما أنهما لا يعلمان هذا الاجماع من معاصريهم وقد علمه الخوئي وابن طاووس, عجب أمرك ياخوئي عجب..!!
                            الخوئي اعتمد في توثيق ابن المتوكل على اجماع ينقله ابن طاووس المتأخر,وناقض الخوئي هذا المبنى حين رد اجماع ينقله الطوسي المتقدم في تسوية الطائفة بين مراسيل ابن ابي عمير وصفوان بن يحيى وأحمد بن محمد بن ابي نصر فقال مانصه:
                            ولكن هذه الدعوى باطلة ، فإنها إجتهاد من الشيخ قد استنبطه من
                            إعتقاده تسوية الاصحاب بين مراسيل هؤلاء ومسانيد غيرهم . وهذا لايتم .
                            أولا : بأن التسوية المزبورة لم تثبت ، وإن ذكرها النجاشي أيضا في ترجمة
                            محمد بن أبي عمير ، وذكر أن سببها ضياع كتبه وهلاكها ، إذ لو كانت هذه
                            التسوية صحيحة ، أمرا معروفا متسالما عليه بين الاصحاب ، لذكرت في كلام
                            أحد من القدماء لامحالة ، وليس منها في كلماتهم عين ولا أثر "

                            (معجم رجال الحديث 1\61)

                            هنا الخوئي يرد إجماع ينقله الطوسي المتقدم وعلل السبب أنه لو هناك إجماع لذكر في كلام أحد القدماء المعتمدين..!!!
                            وقبل إتفاق ينقله ابن طاووس المتأخر وعلل السبب انه لابد ان في جملة المتفقين بعض القدماء المعتمدين..!!
                            لماذا لم يقل الخوئي في الاتفاق الذي ينقله الطوسي ماقاله في الاجماع الذي نقله ابن طاووس؟؟
                            فكيف يرد اجماع ينقله الطوسي المتقدم أصلا بحجة انه لو وجد اجماع لذكر في كلام القدماء لا محال ويدعي ان هذا اجتهاد منه فكم من رجل وثقهم الطوسي لم يوثقه أحد قبله وقبله الخوئي وعد توثيقه من المسلمات.
                            ويقبل اجماع ينقله ابن طاووس المتأخر بحجة انه لابد ان أحد من القدماء المعتبرين قد ذكره, ولماذا لا يكون هذا اجتهاد من بن طاووس..!!
                            فهل الطوسي ليس من القدماء المعتبرين عند الخوئي وهونفسه يعده من القدماء المعتبرين, فماهذا التناقض ياخوئي..؟
                            صنيع الخوئي هذا لم يوقع صاحبكم العباسي في حيرة فحسب بل أوقع مالك العاملي أيضا, فقال:
                            أولا:على ذكر السيد الخوئي بقوله ((لو كانت التسوية متسالما عليها بين الاصحاب , لذكرت في كلام القدماء)).إذ لم أدر ما المراد من القدماء, فإن أراد من سبق الشيخ والنجاشي, فإن كلماتهم لم تصل إلينا , وإنما وصلنا مقتصر على مانقله العلمان, ومن قارب عصرهما.
                            وإن أراد من عاصرهما وتأخر عنهما , فليس من الضروري ذكر ذلك في كلماتهم , على أن الشيخ والنجاشي من القدماء وقد نقلا لنا هذا الكلام, فهل يشترط في صحة نقلهما نقل الاخرين لذلك أيضا ؟ كما نقله بعض القدماء المتأخرين عن الشيخ والنجاشي مستفدين منه الاستفادة التي أنكرها السيد الخوئي...."
                            (بحوث في علم الدراية والرواية-شرح وجيزة الشيخ البهائي- ص94)

                            أقول لأفراخ المراجع:
                            وكذلك أنا العباسي لا أدر مالمراد من القدماء اذ لم يكن الطوسي منهم؟؟!! اهــ
                            رد الحوزوي عليه :
                            الحمد لله وبعد :

                            سدد الله رميك يا ابن الخال موضوع موفق
                            و كشف للميزان الذي يسير عليه الخوئي وهو الهوى وليس إلا الهوى
                            ليس الموضوع كما هو ظاهر وقوع الخوئي في تناقض هنا أو هناك
                            ولكن نرى الخلل المنهجي في تأصيل القواعد و كيفية التعامل معها
                            بارك الله فيك أخي الحبيب العباسي
                            و لي عودة بما أحسب أنه يقوي وجهة نظرك
                            و أكرر قائلا ننتظر المزيد من فوائدك رعاك الله
                            اهـــ
                            أقول : وهذه إضافه للسيد المحقق عبدالكريم فضل الله :

                            العنوان: مناقشة قاعدة التوثيقات العامة: أن صفوان، وابن أبي عمير، والبزنطي، وأضرابهم لا يروون إلا عن ثقة.
                            - التعليق على كلام السيد الخوئي (ره).
                            -الكلام في منشأ هذه القاعدة.
                            بعد استعراض ما مرّ نكمل نقاش كلام السيد الخوئي(ره):
                            النقطة الثانية في منشأ هذه القاعدة:
                            التعليق الخامس: عند الكلام في منشأ هذه القاعدة يقول السيد (ره): فمن المطمأن به أن منشأ هذا الدعوى هو دعوى الكشي الاجماع على تصحيح ما يصح عن هؤلاء. وقد زعم الشيخ أن منشأ الاجماع هو أن هؤلاء لا يروون إلا عن ثقة، وقد مرّ قريبا بطلان ذلك. ويؤكد ما ذكرناه أن الشيخ لم يخصّ ما ذكره بالثلاثة المذكورين بل عممه لغيرهم من الثقات الذين عرفوا بأنهم لا يروون إلا عمن يوثق به. [1]
                            أقول: هذا حدس من السيد الخوئي (ره) نفسه، وهو حجة عليه. فهناك اطمئنان منه باستناد الشيخ في دعواه إلى الكشي، وتأييدا لكون مدرك القاعدة هو نفس الكشي انه ذكر الثلاثة وغيرهم من الثقات.
                            بعبارة أخرى: نقول: ان الأمور الحدسية وعن اجتهاد، المجتهد ملزم بها، أما الأمور النقلية الحسية نحن ملزمون بها.
                            وكون الدعوى حدسية أمر ممكن لكن كما يقول ابن سينا: " كل ما قرع سمعك فدعه في دائرة الامكان حتى يأتيك منه واضح البرهان "، لكن ما ذكره السيد (ره) ليس دليلا، خصوصا ان لسان الشيخ الطوسي (ره) لسان نقل وليس لسان حدس: " ممن عُلم انهم لا يروون إلا عن ثقة " " كانوا يُعرفون "، قد نسبها لعلماء الطائفة.
                            وأما نحن فلم نطمئن بكون المنشأ هو كلام الكشي، خصوصا أنه نفسه أي السيد الخوئي (ره) ذكر قبل ذلك مباشرة في نفس الصفحة: " أن النجاشي ذكرها في ترجمة محمد بن أبي عمير، وذكر أن سببها ضياع كتبه وهلاكها "، ولم يذكر أن الدعوى هو الكشي.
                            ثم إنه قد يدعى التنافي بين كلام الشيخ والنجاشي في تعليل كون ابن أبي عمير لا يرسل إلا عن ثقة، ففي حين أعادها الشيخ الطوسي (ره) إلى دعوى الكشي، عللها النجاشي بهلاك كثبه وضياعها ويمكن الجمع بينهما بان هؤلاء لا يرسلون إلا عن ثقة، ولكل مبرّره.
                            ثانيا: أما التأييد الذي ذكره السيد الخوئي (ره) فليس في محلّه، إذ أن الشيخ (ره) نصّ على هؤلاء الثلاثة من باب تطبيق دعوى عامة وهي: " من عُلم أنه لا يروي ولا يرسل إلا عن ثقة موثوق به ". فهو علل التسوية بذلك، وهو ينطبق على أصحاب الاجماع الذين اجمعت الطائفة على تصحيح ما صح عنهم وعلى غيرهم ممن قد يثبت فيه ذلك. وإلا فما المانع من أن يقول الشيح الطوسي (ره): اصحاب الاجماع سوّت الطائفة بين مراسيلهم ومسانيدهم من دون بيان التعليل؟! لماذا الشيخ (ره) جعل قاعدة عامة " كل من لا يروي إلا عن ثقة ولا يرسل إلا عن ثقة، عند التعارض يعامل المرسل كالمسند، فيتعارضان عند التعارض.
                            ولذلك ذكرنا كلام المحقق الكركي في رسائله قال: ولا يعمل اصحابنا من المراسيل إلا بما عرف أنه مرسله لا يرسل إلا عن ثقة كابن عمير، وزرارة، وابن بزيع، واحمد البزنطي، ونظائرهم ممن نصّ عليه علماء الاصحاب.[2]
                            ملاحظة: إن السيد الخوئي (ره) يقول: " إذ لو كانت هذه التسوية صحيحة، وأمرا متسالما عليه بين الاصحاب لذكرت في كلام احد من القدماء لا محالة، وليس منها في كلامهم عين ولا أثر " . [3]
                            والملاحظة هي أن السيد الخوئي (ره) نفسه اعتبر النجاشي والشيخ من القدماء حيث يقول في كتابه معجم رجال الحديث في باب مما ثبت الوثاقة: 2 - نص أحد الاعلام المتقدمين: ومما تثبت به الوثاقة أو الحسن أن ينص على ذلك أحد الاعلام، كالبرقي، وابن قولويه، والكشي، والصدوق، والمفيد، والنجاشي، والشيخ وأضرابهم. وهذا أيضا لا إشكال فيه، وذلك من جهة الشهادة وحجية خبر الثقة. [4]
                            فهو قد اعتبر الشيخ والنجاشي من القدماء، ويعتبر أن توثيقاتهم أخذوها عن حس، كابرا عن كابر، وناقلا عن ناقل، ولا بأس بنقل عبارة العدّة التي استشهد بها السيد الخوئي (ره) ص42: " قال الشيخ في كتاب العدّة في آخر فصل في ذكر خبر الواحد: " أنا وجدنا الطائفة ميزت الرّجال الناقلة لهذه الأخبار، ووثقت الثقات منهم، وضعفت الضعفاء، وفرقوا بين من يعتمد على حديثه وروايته، ومن لا يعتمد على خبره، ومدحوا الممدوح منهم وذموا المذموم، وقالوا فلان متهم في حديثه، وفلان كذاب، وفلان مخلط، وفلان مخالف في المذهب والاعتقاد، وفلان واقفي، وفلان فطحي، وغير ذلك من الطعون التي ذكروها، وصنفوا في ذلك الكتب، واستثنوا الرّجال من جملة ما رووه من التصانيف في فهارسهم، حتى إن واحدا منهم إذا أنكر حديثا نظر في إسناده وضعفه برواته.
                            هذه عادتهم على قديم الوقت وحديثه لا تنخرم، ..... [5] يكمل السيد الخوئي (ره): والنجاشي قد يسند ما يذكره إلى أصحاب الرجال ويقول: ( ذكره أصحاب الرجال ). وهذه العبارات - كما ترى - صريحة الدلالة على أن التوثيقات أو التضعيفات، والمدح أو القدح كانت من الأمور الشائعة المتعارفة بين العلماء وكانوا ينصون عليها في كتبهم. وبهذا يظهر أن مناقشة الشيخ فخر الدين الطريحي في مشتركاته - بأن توثيقات النجاشي أو الشيخ يحتمل أنها مبنية على الحدس، فلا يعتمد عليها - في غير محلها. [6]
                            واما ما ذكره من عدم وجود عين ولا أثر لهذه التسوية في كتب القدماء، فإن في ذكر النجاشي [7] والشيخ لها كفاية، ومع العلم أن كتب القدماء لم تصلنا بمعظمها، وقد بلغ عدد الكتب الرجالية من زمان الحسن بن محبوب إلى زمان الشيخ نيفا ومائة كتاب على ما يظهر من الشيخ والنجاشي وغيرهما. وعدم الوجود لا يدل على عدم الوجدان، فقد تكون هذه القاعدة مذكورة في الكتب التي لم تصلنا، أو في الكتب التي وصل جزء منها، وقيل لي أن كتاب الكشي بأكمله كان عند ابن حجر القسقلاني. [8]
                            يقول السيد الخوئي (ره) جمع ذلك النجاشي الشهير المعاصر الشيخ آقا بزرك الطهراني في كتابه: مصفى المقال.
                            فلعلّ هذه الدعوى ذكرت فيما لم يصلنا، ويكفينا ما ذكره هذا العالم الذي نقلا عن حسّ وليس عن حدس توثيقاته، ولا ادري لماذا فصّل بين التوثيقات الخاصة أو الضمنية أو العامة. واقصد من الخاصة أسماء رواة بأعيانهم مثل يونس بن عبد الرحمن. ومن الضمنية كبني فضال، ومن العامة كأصحاب الصادق (ع) كما قيل إنهم جميعا ثقات
                            .
                            اهـ
                            ________________________________________
                            [1] معجم رجال الحديث، السيد الخوئي، ج1، ص 61.
                            [2] رسائل الكركي، المحقق الكركي، ج3، ص44.
                            [3] معجم رجال الحديث، السيد الخوئي، ج1، ص 61.
                            [4] معجم رجال الحديث، السيد الخوئي، ج1، ص 41.
                            [5] العدّة في اصول الفقه، الشيخ الطوسي، ج1، ص 141.
                            [6] معجم رجال الحديث، السيد الخوئي، ج1، ص 42.
                            [7] هذه التسوية ذكرها السيد الخوئي (ره) لكنها ليست موجودة عن النجاشي بل الموجود خصوص ابن أبي عمير. .
                            [8] استطراد: الذي استظهره من كلام العلماء والمصنفين، أن اصطلاح القدماء يشمل العلماء إلى الشيخ الطوسي (ره)، ومن بعده فهو من المتأخرين. ومن العلامة إلى يومنا يقال من متأخري المتأخرين. كما ان كلمة اصحاب هم القريبين من عصر الائمة (ع) وليس القريبين من الشيخ الطوسي (ره) الذي توفي سنة 460ه والغيبة الصغرى بدأت سنة 260ه والغيبة الكبرى بدأت سنة 428ه.
                            دمتم برعاية الله
                            كتبته : وهج الإيمان
                            .
                            قال الشيخ المحقق الدكتور أحمد الماحوزي :على مبنى السيد الخوئي - قد - السند الذي به عكرمه صحيح لأنه يقبل بتوثيقات المتقدمين والطوسي - قد- من المتقدمين وقد قال أن ابن ابي عمير من أصحاب الإجماع لايروي ولايرسل إلا عن ثقه اهـ

                            أقول : فذهبت أحلام من يزعم أنه ضعف السند بكلام السيد الخوئي أدراج الرياح فالسند صحيح على مبناه
                            التعديل الأخير تم بواسطة وهج الإيمان; الساعة 09-12-2017, 12:27 PM.

                            تعليق


                            • مستدرك سفينة البحار - الشيخ علي النمازي الشاهرودي - ج ٢ - الصفحة ٤٦٦

                              إكمال الدين: بسند صحيح عن أبان بن تغلب، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: لما دعا رسول الله (صلى الله عليه وآله) بكعب بن أسد ليضرب عنقه فأخرج. وذلك في غزوة بني قريظة نظر إليه رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال له: يا كعب ...


                              http://www.shiaonlinelibrary.com/%D8...8%AD%D8%A9_462

                              تعليق


                              • جاء في كتاب : كتاب الكافي عرض ونقد للشيخ د/ عبدالرحمن دمشقيه


                                ص49 : هل قالت الملائكة لابراهيم أم لزوجته

                                عن أمير المؤمنين قال " لا تجاوزوا بنا مثل ما قالت الملائكة لأبينا إبراهيم. إنما قالوا: رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت" (الكافي 2/473 كتاب العشرة: باب من يجب أن يبدأ بالسلام). اه

                                تعليق

                                المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                                حفظ-تلقائي
                                x

                                رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                                صورة التسجيل تحديث الصورة

                                اقرأ في منتديات يا حسين

                                تقليص

                                المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                                أنشئ بواسطة مروان1400, 14-04-2024, 05:29 AM
                                ردود 0
                                16 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة مروان1400
                                بواسطة مروان1400
                                 
                                أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 13-04-2024, 07:22 AM
                                ردود 0
                                12 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة وهج الإيمان
                                بواسطة وهج الإيمان
                                 
                                يعمل...
                                X