الشيعة دفعوا ثمن اخطاء (بعض) مراجعهم
هذا الموضوع ليس للانتقاص من أحد ولكن لبيان الفكر الذي يتبناه المراجع وكيف انعكس ذلك الفكر سلبا على عوام الشيعة. طبعا عندما ننتقد جانب معين من فكر المرجع فهذا لا يعني تسقيطه او الغاء حسناته فهو قد يكون أخطأ او قصر في موضوع واحد لكنه اصاب و اجاد في مئات المواضيع الاخرى.
هذا الموضوع ليس بصدد استقصاء كل الاخطاء ولكل المراجع فنحن ليس بمنزلة تؤهلنا لذلك وانما انا كمواطن عادي له رأي في بعض الاحداث ونتائجها وانعكاساتها فنحن لا نعرف كيف كان المراجع يفكرون وماهي ادلتهم. سوف نختار شخصيات معينة من المراجع لها نفوذها ودورها المؤثر في القرن العشرين والواحد والعشرين. وانعكست اخطاؤها على عوام الشيعة فدفعوا الثمن من دمائهم واموالهم وحاضرهم ومستقبلهم
المثال الاول:
نبدأ بالحرب العالمية الاولى وثورة العشرين
حيث افتى مراجع الشيعة انذاك بالوقوف بالحرب مع الدولة العثمانية ضد الانكليز والفرنسيين لان العثمانيين مسلمين. لكن الان ثبت لنا أن أشد أعداء الشيعة هم المتطرفين من المسلمين (وهابية سعودية وقاعدة وداعش) وليس المسيحيين الاوربيين. كانت نتيجة ذلك الموقف ان سلم الانكليز حكم العراق للسنة وهمشوا الشيعة وبقى السنة منذ 1920 حتى 2003 يحكمون العراق والشيعة خدم لهم يعيشون على الهامش. طبعا هذا ليس هو السبب الوحيد بل ان السياسة الانكليزية الفرنسية كانت اعطاء الحكم للاقليات سواء كانت دينية او طائفية مذهبية او قومية او قبلية لكي تبقى تلك الدول غير مستقرة ويبقى الحكام تابعين لهم من أجل حمايتهم. وكان موقف السيد السيستاني بعدم الدخول بمواجهة عسكرية مع الامريكان سنة 2003 واختيار طريق المفاوضات موقفا صائبا 100% لكي لا تتكرر اخطاء الماضي ولتجنب الدخول في معركة غير متكافئة.
المثال الثاني: هو الامام الخميني رحمه الله
فبعد الثورة الاسلامية الشعبية سنة 1978 التي اطاحت بالشاه الموالي للغرب..استغل الغرب نجاح الثورة من أجل الدخول في صراع طائفي طويل الامد فنجح الغرب ودول الخليج في دفع صدام الغبي للدخول في حرب طائفية عبثية لا ضرورة لها . اما الخميني رحمه الله فقد وقع في الفخ الذي نصب له وللشيعة عموما فالحرب التي بدأها صدام أصر الخميني رحمه الله على استمرارها فكان شيعة العراق وشيعة ايران حطبها وحصدت حوالي مليوني ضحية من الطرفين. الخميني رحمه الله اخطأ عندما رفع شعار معاداة الغرب وأخطأ عندما أصر على استمرار الحرب ل 8 سنوات اكلت الاخضر واليابس ودمرت ثروات ومقدرات البلدين واستفاد منها اعداء الشيعة من وهابية السعودية واستفادت منها اسرائيل ومصانع الاسلحة الغربية... وكما بدأت الحرب على الحدود انتهت على الحدود لا غالب ولا مغلوب عسكريا. كان المفروض بالخميني رحمه الله بعد نجاح الثورة عام 1978 مهادنة الغرب وعدم معاداتهم علنا واعلاميا. كان الافضل الاقتداء بما فعله الرسول ص عندما صالح المشركين في صلح الحديبية او كما فعل الامام الحسن عندما عقد هدنة مع رأس النفاق معاوية لان موقفه العسكري لايمكنه من مواجهة معاوية بسبب قلة الانصار....خلاصة القول ان الخميني رحمه الله لم يكن سياسي محنك اما صدام فكان اغبى رئيس دولة في العالم فبعدما دفعوه لحرب الثمان سنوات مع ايران استدرجوه مره اخرى واعطوه الضوء الاخضر من اجل احتلال الكويت فوقع في الفخ مرة اخرى. هذا الكلام لا يعني الانتقاص من الخميني رحمه الله بل يسلط الضوء على الجانب السياسي له فهو ليس معصوم. الخميني كان رحمه الله علم من اعلام الشيعة وصرح من صروح العلم وكان يقول بالولاية العامة وليس من مراجع التكفير والتطبير والخرافات ولا من مراجع الحلال والحرام.
المثال الثالث: مرجعية السيد السيد السيستاني حفظه الله
السيد السيستاني من نفس مدرسة الخوئي التي تنص على ابعاد دور المرجعية عن الحياة العامة وحصر دورها ( تقريبا) في الفقه والاصول والحلال والحرام على العكس تماما من مرجعية الخميني رحمه الله التي تقول بالولاية العامة للفقيه اي ان الفقيه يجب ان يكون له الدور القيادي في المجتمع ان امكن ذلك وقد وصف مراجع الحلال والحرام بمراجع احكام الحيض والنفاس. نحن العامة لا نعرف ايهم الصواب وسيبقى هذا الموضوع خلافيا الى ظهور المهدي ع.
لكن طبيعة مجتمعنا العراقي تقدس المرجع وفتوى واحدة منه ممكن ان تحرك مئات الاف الناس كما حصل في فتوى الجهاد الكفائي ضد داعش. اي ان المرجع هو القائد لعوام الشيعة ان تحرك تحركوا وان صمت ناموا. مرجعية السيد السيستاني اثرت الصمت في كثير من الامور فكانت النتائج ((((كارثية)))) على شيعة العراق خاصة ومنها سكوتها عن موضوع التطبير الخرافات والجهالات في دخلت في الشعائر الحسينية والتي شوهت مذهب اهل البيت ونفرت المسلمين وغير المسلمين من الشيعة.
النقطة الاخرى صمته عن كثير من أخطاء السياسيين وفسادهم. كذلك هو لا يبين للناس لماذا هو صامت وما الحكمة من صمته لذلك انتقده الكثير ومن الناس واستغربوا منه ذلك.
عندما سقط صدام سنة 2003 جاءت فرصة ذهبية للشيعة من اجل قيادة العراق وبناء دولة بحكم كونهم الاكثرية لكن الشيعة فشلوا فشلا ذريعا بسبب الفساد وبسبب الاحزاب ولان السنة والاكراد حاولوا جاهدين افشالهم وكذلك دول المنطقة وامريكا. لكن السبب الرئيسي لفشل الشيعة هو الفساد والاحزاب. الاحزاب الحاكمة وضعت دستور وقانون انتخابات مفصل على مقاسها بحيث لن يتغير شيء في اي انتخابات وتبقى نفس الاسماء ونفس الاحزاب مع تبادل المناصب في كل دورة انتخابية. السيد السيستاني هو الشخص الوحيد القادر على الضغط على السياسيين من أجل تعديل الدستور او تعديل قانون الانتخابات لكنه لم يفعل. انا على قناعة لو ان السيد السيستاني اصدر فتوى ضد الحكومة والاحزاب فستسقط المنطقة الخضراء ومن فيها في اقل من 24 ساعة. نحن لا نريد فوضى ولا نريد اسقاط الحكومة بل نريد ضغط عليهم من اجل تعديل الدستور وتغيير قانون الانتخابات ليكون في مصلحة الشعب وليس في مصلحة الاحزاب.
نحن لا نريد ان ننتقص من شخص السيد السيستاني ولكن نريد بيان الفكر والمنهج الذي يتبناه. لكن هل هو ملام على هذا الفكر ويتحمل مسؤولية عنه امام الله او معذور امام الله فهذا لا نعرفه. ونفس الكلام يقال على الخميني. لو كل عالم دين يخطيء بغير عمد يكون مسؤول عن ذلك فهذا يعني ان كل علماء الدين سنتهم وشيعتهم ووهابيتهم مسؤولون امام الله فليس فيهم معصوم. كذلك نفس الكلام يقال عن جميع العلماء من مدوني كتب الحديث او مفسري القران لان كتب الحديث فيها موضوعات وكتب التفسير فيها تفاسير غير صحيحة. المهم ان موقفهم امام الله لا يعرفه سوى الله امام نحن عوام الناس فنتيجة اجتهاداتهم تنعكس علينا. منذ 2003 الى الان ضاعت 15 سنة من عمر العراق كانت كافية لبناء دولة من الصفر. يبدو ان من سوء حظ العراقيين ان المرجع الذي عاصر هذه الفترة يتبنى ذلك الفكر الانعزالي. لو كان المرجع هو الصدر الاول او الثاني او مرجع يقول بالولاية العامة للفقية لكان حال العراق اليوم افضل مما هو عليه الان. طبعا السيد السيستاني لا يمكن ان يقول انتخبوا فلان او لا تنتخبوا فلان. لكنه ( ان تكلم) فهو مؤثر في تعديل الوضع العام وفي الضغط على السياسيين سلميا من اجل تغيير قانون الانتخابات وتغيير السياسات العامة. طبعا السيد السيستاني ليس مسؤول عن نقص الخدمات وسوء تخطيط وادارة الحكومة لانه ليس طرفا فيها ولا داعما لها
المثال الرابع: مرجعية صادق الشيرازي
هذا المرجع لديه اموال ولديه قنوات فضائية كثيرة رغم قلة مقلديه. لكنه مرجع مختلف عن الاخرين نوعا ما فهو من أشد الداعين للتطبير والتطيين والخرافات والجهالات والبدع والخزعبلات وتكفير مخالفيه من الشيعة ومن السنة. يبدو ان الغرب عرفوه جيدا فساهموا بنشر فكره بأن ارسلوا له الاموال بطريقة غير مباشرة عن طريق متبرعين مجهولين ليفتتح قنوات فضائية اغلب برامجها لطم واناشيد وقلما تجد فيها برامج فكرية عقائدية توعوية. والانكى من ذلك قناة المجنون ياسر الحبيب الذي يدور في فلك الشيرازي فقد كفر او فسق او ضلل الشيعة المخالفون له بالرأي و كذلك قام بالسب العلني لمقدسات السنة والوهابية ومنهم الخلفاء الثلاثة ابو بكر وعمر وعثمان وكذلك عائشة فقد اتهمها اتهامات باطلة لا اصل لها يندى الجبين عند ذكرها كرامة لعرض رسول الله ص. موقف ياسر الحبيب هذا اعطى صورة للاخرين ان هذا هو موقف الشيعة من الخلفاء ومن عائشة لكن هذا غير صحيح فأغلب علماء الشيعة و عوامهم ضد الفتن وضد مايمس الوحدة الاسلامية بسوء. موقف ال الشيرازي من الخلفاء ومن عائشة كان (((من))) اسباب ارهاب داعش والقاعدة ضد الشيعة فقد دفع الشيعة الثمن بالاف الانفجارات من السيارت المفخخة والاحزمة والعبوات الناسفة التي ادت الى قتل مئات الالاف من عوام الشيعة في الاسواق والشوارع والمساجد.
ياسر الحبيب يحضى بحماية بريطانيا وتمويله يأتي من مصادر غربية ويهودية لكي يستمر بكلامه الطائفي لكي يبقى شلال الدماء مستمر و يبقى الجهل مستمر ويبقى السنة بعيدون عنهم ويبقى المسلمون متفرقون متناحرون.
تعليق